على أنقاض صحيفة «الدومري» الدمشقية المحتجبة، أعاد علي فرزات الحياة إلى رسومه الكاريكاتورية من خلال افتتاح صالة تحمل اسمه. خصص لهذا الغرض مقر الصحيفة الساخرة، الذي شهد ولادتها قبل أن يصدر قرار حكومي بإلغاء ترخيصها عام 2003، بعد سنة واحدة على صدورها.في صالته الجديدة، يعرض فرزات نماذج من رسومه القديمة والجديدة، إضافةً إلى نماذج مطبوعة على فناجين القهوة، والحلي، والمنحوتات، والقمصان، والستائر، والمخدّات...«كي يكون الضحك المرّ في متناول الجميع»، وفقاً لما يقوله. «أرغب أن تكون أعمالي جزءاً من الممارسة اليومية للناس في بيوتهم. فالصحيفة الورقية لم تعد الوسيط الوحيد بين الرسّام والمتلقّي» يضيف.
هكذا باتت أعمال رسّام الكاريكاتور السوري المعروف متاحة على الدوام بما فيها «الرسوم الممنوعة». هذه الخطوة مقدمة لتأسيس معهد لتعليم فن الكاريكاتور للهواة، ووضع الفن الساخر في مقام آخر، يتجاوز الصحيفة الورقية إلى الفضاء الإلكتروني. في الموقع الذي أطلقه فرزات على شبكة الإنترنت، نجد أرشيفاً كاملاً لرسومه التي أنجزها طوال عقود مضت، وأثارت جدلاً حول تجاوزها الخطوط الحمر. نجد أيضاً رسوماً متحركة أطلق عليها اسم «كاريكاتون»، إضافةً إلى مقابلات أُجريت معه حول أعماله وتجربته الغنية في الكاريكاتور الناقد والساخر والعنيد. يرى فرزات أن مساره هو لسان حال الناس:«لم أزوّر يوماً الألم أو الأمل، بل كنت أسعى إلى تحريض المتلقّي على التمرّد واليقظة تجاه المآسي التي تحيق به من كل جانب».
نحتضن الصالة نحو 75 عملاً للفنان في معرض دائم، لكنّها لن تكون مخصصة لأعماله فقط، بل ستستضيف أعمالاً لآخرين، تصب في الأهداف عينها التي وضعها هذا الفنان في صلب اهتماماته، وفي مقدمها «عدم تزوير الحقائق، أو المساومة على ضمير الناس». في ركن من الصالة، يلفت انتباه الزائر مجلَّد جديد لأعمال الفنان بعنوان «قلم من الفولاذ الدمشقي». يشتمل الكتاب على أبرز محطات فرزات في الكاريكاتور، ورؤيته الثاقبة لأوجاع البشر عبر خطوط، وأفكار، ومفردات تحمل بصمته الخاصة... فيما تبثّ الشاشة رسوماً متحرِّكة لأعماله الساخرة من دون تعليق.

www.ali-ferzat.com
للاستعلام: 00963114467000