القاهرة | رغم الانتصار القضائي الذي حقّقته إلهام شاهين في معركتها الشهيرة ضدّ الداعية السلفي عبد الله بدر، إلا أنّ ذلك لم يدفع الأخير ورفاقه إلى وقف الحملة الشرسة عليها وعلى الفنانين. لم ينتظر الذين يشنون هجوماً على الممثلة، حتى تحكم «محكمة جنح مستأنف الزاوية الحمراء» بشكل نهائي في القضية، فإما أن تؤيّد الحكم بحبس بدر كما قضت محكمة الدرجة الأولى قبل أيام (الأخبار 18/12/2012) أو تخفّفه إلى الحبس مع إيقاف التنفيذ أو يحصل الداعية على البراءة.
الصدمة التي أصابت بدر ورفاقه من الحكم بالسجن لعام مع الشغل وتسديد غرامة 20 ألف جنيه (4 الآف دولار) دفعتهم إلى استخدام القنوات السلفية، وخصوصاً قناة «الحافظ» للاستمرار في معركة الصوت المرتفع والعبارات الجارحة ضد الفن المصري وفي قلبه إلهام شاهين.
دغدغ عبد الله بدر مشاعر البسطاء ووصف ما يتعرّض له بمحنة «النبي يوسف الصديق»، وكأن إلهام هي امرأة العزيز التي دفعت به إلى السجن ظلماً. فيما انتهزت المحطة الفرصة لتزيد من مدخولها، وطلبت من جمهورها بعث رسائل نصية تدعو لعبد الله بدر بالنجاة من السجن.
هكذا اعتادت القنوات السلفية التربح من الأزمات التي يمر ّ بها الدعاة الذين لا يظهرون إلا عبر هذه القنوات. السلوك نفسه انتهجته قناة «الرحمة» عندما دعت إلى جمع 100 ألف توقيع لمساندة الشيخ أبو إسحق الحويني في القضية التي رفعها ضده مفتي الجمهورية علي جمعة. أما التوقيع، فيكون من خلال رسالة هاتفية قصيرة أيضاً، وتدخل الأرباح طبعاً خزانة القناة.
المفارقة أنّ تيار «الدعوة السلفية» أصدر بياناً قبل يومين يتبرأ فيه من قناة «الحافظ» التي جعلت كل دعاة السلف محل اتهام بعد الذي فعله عبد الله بدر ورفاقه.
كذلك أصدرت جامعة «الأزهر» بياناً رسمياً يؤكد أنّ بدر لم يحصل على الدكتوراه من الجامعة عكس ما يدعي. ثم سرّب داعية سلفي آخر ما يثبت أن بدر كان عميلاً لأمن الدولة قبل سقوط نظام حسني مبارك.
كل هذه البيانات كانت تهدف إلى الحدّ من التشويه الذي طاول التيار السلفي؛ لأنّ عبد الله بدر محسوب على رجاله. لكنّ هذا التبرؤ لم يدفع «شيخ اعتلاكِ»، كما بات يلقّب، إلى التخفيف من الهجوم، سواء على شاهين أو على كل التيارات المدنية والأقباط وكل من يخالف النظام السياسي الحاكم. زميله الشيخ محمود شعبان الذي بدأ نجمه يسطع في قائمة شيوخ الألفاظ الحادة دعا الشباب السلفي وجمهور «الحافظ» إلى بعث رسائل للقناة تحمل العبارات نفسها التي قالها عبد الله بدر ضد إلهام شاهين. والهدف أن تنتشر التهمة، فلا يظلّ صاحبها شخصاً واحداً، ما قد يعزز موقف زميله القانوني في جلسات الاستئناف، وينجو من قضبان السجن. كذلك خرجت دعوات لتنظيم مليونية «لا للقذارة باسم الفن».
لكنّ محمود شعبان عاد ونفى وجود نية لهذا الأمر في الوقت الحالي، قبل أن يؤكد أنّه وعبد الله بدر سيستمرّان في مواجهة «الفنّ القذر» على حد تعبيره، مصراً على أنّ بدر لم يسبّ الهام شاهين، لكنه كان يوجّه لها سؤالاً «في محله وهو: كم واحد اعتلاك باسم الفن؟»!