في كواليس شركة Mercury في منطقة الأشرفية، يجري التحضير بكل جديّة لإنتاج فيلم وثائقيّ عن بشير الجميل (10 نوفمبر 1947 ـــ 14 سبتمبر 1982). هذه المرة، تحاول الشركة الخروج بعمل مختلف يبتعد عن قالب الأعمال الوثائقية الكلاسيكية التي اعتادها المشاهد. يسعى القائمون على العمل إلى كشف معلومات جديدة حول حياة الجميل، فركزوا على تنوّع المعطيات وتحدثوا عن بشير الزوج والسياسي والرئيس وخفايا شيّقة كانت قبل إعداد الفيلم توضع في إطار السريّة بحكم المنصب الذي كان يشغله الجميل.
قلّة من الناس يملكون معلومات دقيقة عن تفاصيل تحرّكات بشير. ومع اغتياله، انحصرت تلك الأمور بعدد من الأسماء الذين لا يتجاوزون أصابع اليد. من هنا، طلب منتجو الفيلم النجدة من «مؤسسة بشير الجميل» بالتعاون مع صولانج (الزوجة) ونديم (الابن) للوقوف عند تفاصيل تخصّ الراحل. يطبخ الفيلم فريق عمل لبناني متكامل ذو خبرة كافية لإنتاج شريط يترك أثره في الذاكرة. حطّ الفريق في باريس وأميركا بحثاً عن معلومات شيّقة يقدّمها للمشاهد، علّه يفتح شهيّة اللبناني على متابعة الافلام الوثائقية. كتب سيناريو الشريط الإعلامي جورج غانم، ويستعدّ لوضع صوته عليه فور إنجازه، لكن لم يعرف بعد المحطة التي ستعرض الشريط... فهل ترفضه lbci كونه من إعداد وإشراف غانم؟ أم تعرضه كي ترضي الاعلامي المخضرم الذي ترك القناة قبل أقل من عام لكنّ مكتبه المقفل ما زال في انتظاره ولم يدخله أحد؟
لغاية اليوم، كان الاتفاق أن يكون الفيلم عبارة عن ثلاث حلقات، إلا أنّ فورة المعلومات التي حصل عليها معدّو الوثائقي جعلهم يمدّدون الحلقات إلى أربع ستكون مليئة بالـ«أكشن» وتترجم إلى لغتين أو أكثر. يعالج الوثائقي زوايا حياة الجميّل بطريقة «منطقية» حتى لو كنّا ضدّ أفكاره ونظرياته وفق ما يقول لـ«الأخبار» إيلي خوري مدير المجموعة («ميركوري»، «كوانتوم») التي تنتج الفيلم. وأوضح خوري أنّه لا وقت محدّداً لولادة الوثائقي، بل يتم تنفيذه بكل هدوء وتروّ كي يبدو بارزاً. لا يخف خوري ظهور صعوبات متوقعة اعترضت عمل الفيلم، لأنّه لا يتوافر أرشيف عن الجميل، كما برزت عوائق بالعودة الى أرشيف «تلفزيون لبنان». لذلك كانت الاستعانة ببعض الخبراء الاجانب من أجل تنفيذ العمل. هناك شحّ في الأخبار عن بشير، يقول خوري، «لأنه توفي. ولو كان على قيد الحياة، لكانت المعلومات ميسّرة». في جعبة الشركة المنتجة باقة من الافلام تحضّر لها، وهي تتناول حياة كميل شمعون، وسعيد عقل، وانطون سعادة، وجبران خليل جبران. كما تحضر وثائقياً عن حياة شخصية وصفتها بالاستثنائية ترفض الكشف عنها وتعتبرها مفاجأة. يتمنّى خوري أن يضع الاعلامي المخضرم جورج غانم صوته على باقة الأفلام التي تتحضر لها، لكن في حال اعتذاره عن تلك الخطوة، فهناك اسمان لامعان يجولان في باله يرفض الكشف عنهما.