لم تمرّ أيام على كتابة موضوع عن كليب ميريام كلينك klink revolution (الأخبار 11/12/12) ، حتى بدأت صرخات الإكليروس «من تحت الطاولة» تهزّ إصبعها مطالبةً بإيقاف العمل. كانت تلك المطالب متوقعة، وخصوصاً مع ذهنية التحريم المستفحلة هذه الأيام في لبنان ومنع رجال دين أعمالاً فنية كثيرة، آخرها فيلم «فاتح 1453» (الأخبار 2/10/2012) .
اشتعلت نيران المعركة عندما صوّرت ميريام الأسبوع الماضي حلقة من برنامج sorry bas الذي يقدّمه رودولف هلال ورجا نصر الدين على قناة OTV (كل خميس عند الساعة الثامنة والنصف مساءً). قد يكون الخبر عادياً لولا تفاصيله اللاحقة. منذ اللحظات الأولى لبث دعاية الحلقة، بدأت ردود الفعل تطالب بمنع عرضها بسبب مشاهد العارضة الشقراء في المدافن. ولم تقف الأمور عند ذلك الحدّ. لقد بعث مطران مسقط رأس ميريام (رفضت مراراً الإفصاح عن اسمه) حيث صوّرت لقطات المقبرة، رسالة خطية الى القائمين على القناة البرتقالية، يطالبهم فيها بإيقاف عرض الكليب في البرنامج. علّل المطران طلبه ذلك، بأن ميريام «تهين الأموات بثيابها ورقصها في تلك البقعة من الأرض». شعر القائمون على OTV بالحيرة من أمرهم، فهل يستجيبون لذلك الطلب، أم يسبّبون مشكلة دينية لا يستهان بها، وخصوصاً أنّ قاعدة القناة الشعبية معروفة بانتمائها الديني؟
في النهاية، جاء القرار بالرضوخ لرجال الإكليروس، وحُذفت المشاهد من klink revolution لتمرّ الحلقة أمس على خير. لكنّ الأمر لم يتوقّف عند هذا الحدّ، فقد وصلت إلى البريد الإلكتروني للبرنامج رسالة باسم الشيخ أحمد الأسير تطالب بوقف الحلقة بسبب «فسقها وخلاعتها». لكنّ مصادر الأسير استغربت لـ«الأخبار» ذلك الخبر، مؤكدةً أنّ الشيخ لا يملك بريداً إلكترونياً خاصاً به. كما نفت نفياً قاطعاً بعثه رسالة، سواء خطية أو شفهية، بل كانت ردة فعله حالما سمع بالخبر: «من هي ميريام، لم أسمع بها من قبل؟».
اللافت أنّ القائمين على البرنامج أصرّوا على عرض حلقة ميريام بأقل خسائر ممكنة، كي يربحوا ورقة كانت قناة mtv قد توعّدت بقطفها. فقد كان من المتوقع أن تطلّ ميريام على شاشة المر في إحدى حلقات «حديث البلد» الذي تقدّمه منى أبو حمزة، لتطلق أغنية جديدة ستشكّل «قنبلة» الموسم. لكن المحطة اعتذرت من العارضة في اللحظات الأخيرة، فما كان من الشاشة البرتقالية إلا أن استدركت الوضع وفتحت ذراعيها لميريام. بالعودة إلىklink revolution، فقد تضمّن الكليب بالفعل مشاهد صوّرت في المقبرة. لكن تلك الأرض هي ملك العارضة نفسها، وهناك دفن والدها وجدّها أيضاً. تدافع كلينك عن نفسها وتعتبر أنّها تملك الحرية الكاملة بالتصرف بتلك المساحة. وتصف نفسها بالـ«محتشمة» عندما زارت المدفن، ووضعت شالاً على رأسها احتراماً للمكان، وأصرّت على ارتداء القفازات ودمعت عيناها تأثراً عندما نثرت الورود على الموتى على حد تعبيرها لـ«الأخبار». الكليب الذي انتشر على يوتيوب، لم يعرض بعد على شاشات التلفزيون لأنّه يجب أن يمرّ على الأمن العام اللبناني أولاً كي يعطي الموافقة عليه. والأرجح أنّه قد يشكّل معضلة للأمن العام بسبب مشاهد المقبرة التي تحفّظ عليها رجال في الإكليروس... فهل نشهد فصلاً جديداً من فصول الرقابة الدينية وخطوة جديدة إلى الوراء في «بلاد الأرز»؟ على أي حال، تبقى ميريام كلينك وحدها الرابحة في كل هذه المعمعة!