أخيراً، سيحتفي الكاتب عزت القمحاوي (1961) برواية «بيت الديب» (دار الآداب ــ 2011)، بعد تتويجها أمس بـ«جائزة نجيب محفوظ» وانبعاثها من جديد بعدما غطت وقائع «ثورة 25 يناير» على حدث صدورها. «أنا سعيد بهذا الفوز لروايتي بعدما احتسبتها بين شهداء «ثورة يناير». قبل الثورة بقليل، صدرت «بيت الديب» في لبنان، وكان يُفترض أن أراها في كانون الثاني (يناير)، لكنّها ضاعت مع كتب دار النشر التي كانت قادمة إلى معرض ألغته أحداث الثورة» يقول الكاتب المصري. يومها، شعر الروائي بمرارة في القلب، وغصة زالت سريعاً بعد نجاح الثورة.
«لم يكن لديّ حتى فضول رؤية الغلاف؛ ولم أشعر بأسف على مصير رواية تهتم بجانب من التاريخ، في وقت أعتقد فيه بأنني أشارك بجسدي في كتابة تاريخ جديد» يضيف. بدأ مدير تحرير صحيفة «أخبار الأدب» سابقاً كتابة «بيت الديب» عام 1999، لكنه لم يكملها إلا بعد قرابة عشر سنوات. أثناء ذلك، نشر أربعة كتب: «الأيك.. في المباهج والأحزان»، «غرفة ترى النيل»،«الحارس» و«كتاب الغواية». وجاء التفرغ لإتمام الرواية «في حادث عابر سعيد، إذ أقصيت عن إدارة تحرير جريدة «أخبار الأدب» منتصف عام 2010، فتمكنت من الاعتزال في بيتنا الريفي، مع أبي وأمي وشخصيات «بيت الديب». وبغير ذلك ما كان لهذه الرواية أن تنتهي».
تحكي الرواية سيرة أجيال متعاقبة من عائلة «الديب» التي تقيم في قرية تسمى «العش» في الريف المصري. يحاول الروائي أن يقرأ جانباً من حياة أفرادها اليومية على امتداد القرن العشرين. نص الرواية يختزل التاريخ العام بمعناه الشامل، في تاريخ العائلة الخاص. في «بيت الديب»، تتشابك الأحداث والمصائر، وتمنح القارئ صورة مصغرة عن مراحل مصيرية، محددة من تاريخ مصر المعاصر، من زمن الملكية إلى قيام الجمهورية، ثم حرب الأيام الستة، واغتيال السادات، وحرب الخليج... يختتم عزت القمحاوي حديثه مع «الأخبار» قائلاً: «الرواية صدرت في ظل ثورة على نظام فاسد رعى الإرهاب بسياساته. والآن تفوز بالجائزة في الوقت الذي قام فيه المصريون بثورتهم الثانية على التطرف الذي تبادل مع مبارك الكرسي والزنزانة. ومثلما عجز التطرف عن النيل من روح محفوظ عند الاعتداء عليه، لن يتمكّن من النيل من روح مصر».