ارتبكت أحلام مستغانمي (1953) عندما دنا منها شاب يتأبط نسختين من روايتها «الأسود يليق بك»، وهمس لها: «الأولى لحبيبتي والثانية لخطيبتي». بقيت الروائية الجزائرية شاردة، فلكلّ شخص إهداء يليق به بحسب تعبيرها. تحوّلت أحلام إلى ظاهرة من دون أن تقصد ذلك ربما. أول من أمس، خلال توقيع روايتها الجديدة «الأسود يليق بك» (دار نوفل) ضمن فعاليات «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» في «بيال»، وقعت 30 نسخة على ضوء الخلوي بسبب انتهاء الوقت المحدّد لفتح أبواب المعرض.
العمل الجديد كناية عن تأملات في الألم والفراق وفصول الحب واليأس. تبدو صاحبة «ذاكرة الجسد» واثقة بأنّ روايتها الجديدة لن تنام في درجها طويلاً، بل ستتحوّل فيلماً سينمائياً، لكنها توضح أن تلك الخطوة، لن تكون شبيهة بتجربة تحويل «ذاكرة الجسد» إلى الشاشة الصغيرة عام 2010. لا تشكّ أحلام في قدرات نجدت أنزور، الذي أخرج المسلسل، لكنّها تحمل غصّة سببها المسلسل الذي لم يكن على قدر توقعاتها. في رأيها، كان من المتوقع أن يكون المسلسل أفضل، فقد أخذت الرواية أربع سنوات من عمرها، وكانت تستحق مسلسلاً يليق بها. يبدو أنّ الروائية قد تعلّمت درساً من تلك التجربة، وتعترف بأنها لن تتساهل بشروطها لتحويل روايتها الجديدة إلى واقع سينمائي. لا تعلم أحلام مَن ترشّح لبطولة «الأسود يليق بك»، لكنّ مواطنتها أمل بوشوشة هي الأوفر حظاً لتلك المهمة، فالأسود يليق بها على حدّ تعبير مستغانمي.
تعلم صاحبة «نسيان دوت كوم» جيداً أن كتابة السيناريو أسهل من العمل الروائي، لكن لغاية اليوم، لم تجرؤ على تلك الخطوة. لا تجيد مفردة تعبّر فيها عما تعيشه الساحة العربية، فـ «الرؤية ضبابية. ونحن وسط عاصفة لا نعرف نهايتها». لا تنكر أنها كتبت بحماسة يوم اندلاع الثورات في ليبيا وتونس، لكنّها تتساءل اليوم: «هل هذا ما كنا نحلم به؟ لا أعرف ماذا أكتب عن سوريا؟ أحمل في قلبي وجع ذلك البلد. تعاطفت مع اللاجئين السوريين، فتعرضت لهجوم عنيف. حتى البعد الانساني ليس مسموحاً لنا بأن ندلي به. الوضع حساس في العالم العربي. لكن المؤكد أنّ هناك مخططاً كبيراً ضدنا. لشدّة المشهد الأليم، لا رقم يحصي أمواتنا! أخذوا منا كل شيء. نحن أشباه أحياء!».
وعن الحملات الكثيرة التي تتعرّض لها منذ أن ظهرت على الساحة، تجيب الكاتبة «الأخبار» بأنّها عرضة لـ «حملات الجزائريين ضد أبناء الوطن». وترى أنّ «أولى طعناتها جاءت من بعض كتّاب بلدها لا من قرائها هناك. هم لا يغفرون نجاح من غادروا الجزائر». تحتضن رواية «الأسود يليق بك» ألبوماً غنائياً من الفولكلور الشاوي الجزائري. هذه المرة، أحبت مستغانمي أن تتوجّه إلى تراث بلدها، فـ «ذلك الفن يعاني التهميش». وقامت بتلك الخطوة إكراماً لوطنها، فجمعت ذلك التراث في cd حنون ليكون الطعم جزائرياً بامتياز.