انتظرت قناة «المرأة العربية» 11 عاماً لتنفض عنها الغبار. انتظرت «انتفاضة» المرأة نفسها في العالم العربي التي تقدّمت الجموع لتعدنا بحلّة جديدة بعد سبات دام طويلاً. منذ شهرين، أطلقت القناة برنامج «معالي الوزيرة» (كل ثلاثاء ــ 21:00) بالتعاون مع مركز «الأمم المتحدة للإعلام». يسعى البرنامج إلى تمكين المرأة العربية وإشراكها في الشأنين السياسي والاجتماعي.
دعم أعطى الدفع الإعلامي للبرنامج وتركه يصارع متطلبات عصر الصورة من دون الباسه ثوباً يليق بمضمونه وهدفه، عدا بعض الأخطاء المهنية التي تعتريه.
تقوم فكرته على استضافة إحدى السيدات اللواتي يملكن رؤية حول مشروع محدد أكان ثقافياً أو اجتماعياً، وتطمح إلى تولي إحدى الحقائب الوزارية لتقديمها في الحلقة، ويشاركها في الاستضافة أحد الوزراء السابقين الذين تولوا المنصب عينه وأحد النشطاء من المجتمع المدني للمناقشة. يجري التركيز في اختيار الضيفات على وجوه خارج دائرة الضوء كما يشرح رئيس مجلس إدارة القناة نقولا أبو سمح لـ«الأخبار». يقول الأخير إنّ المحطة تختار اللواتي لا يظهرن يومياً أو أسبوعياً على صفحات المجلات «الإعلانية»، مشيراً إلى أنّ هدف البرنامج هو بلورة مشروع متكامل للمرأة يجري تبنيه وطنياً في ما بعد. وينفي أن تشكّل الإمكانات المادية الضئيلة عاملاً في تراجع البرنامج، فالأهم برأيه هو المضمون وإبراز الصورة الواقعية لها كأي وزيرة تتواجد في مكتبها لتمارس مهامها المعتادة كما يظهر في
الاستوديو.
11 عاماً على انطلاقتها، لم تستطع Heya tv حجز مكان لها على الخارطة التلفزيونية. يعترف أبو سمح بذلك، عازياً ذلك الى تقصير المرأة نفسها في الاهتمام بقضاياها واستسلامها الى واقعها المرير.
لذا، كان أمام القناة ـ كما يروي أبو سمح إما أن تكمل الطريق مع إمكانات مادية متواضعة لكن مع حفاظها على دورها التوعوي للمرأة أو تحويلها الى أخرى غنائية ترويجية. والقرار صدر «بالصمود» خصوصاً أنّ القناة لا تتبع سياسياً الى أحد، وبالتالي لا تتلقى دعماً من أي جهة سياسية، بالإضافة الى ضعف السوق الإعلاني الذي طال جميع محطات التلفزة واستقر طويلاً في القناة.
منذ التأسيس والهدف الرئيسي الذي وضعته القناة لنفسها هو كسر «ذكورية» طغت طويلاً على القنوات المخصصة للسياسة والرياضة مع إفراد مساحة ضيقة جداً للحديث عن المرأة. أعيد النظر في هذه المساحة لاحقاً بعد انطلاق القناة «المناصرة للمرأة» التي خصّصت برامج وفقرات بأكملها عن المرأة بحسب أبو سمح الذي يرى أنّ المرأة هي الممسك اليوم بالقوة الشرائية وبالعالم العربي أجمع من دون أن تتمتع بصلاحيات واسعة.
في السنوات الماضية، عرضت القناة برامج خياطة، وجمال، ومجوهرات وسينما واقتصاد، بعضها يصب في سبيل تمكين ربة المنزل من امتلاك مهنة لها وتنويرها ثقافياً.
كذلك لم تخلُ هذه البرمجة من الكثير من الأبراج والتبصير وتفسير الأحلام والأرقام التي يخال المرء على طفرتها أنّ القناة لا تعرض سوى هذا النوع من «الدجل»، ما أدرجه أبو سمح ضمن خانة الترويح عن الناس كما يفعل «الطبيب النفسي ليبعث ارتياحاً في نفس المريض»!.
وأنت تتجوّل في مبنى القناة المؤلفة من طبقتين في منطقة الحازمية، لا بد من أن تلحظ احتواءه على استوديو واحد رئيسي يكاد يضيق بقطع الديكور المعدة لأكثر من برنامج فيه. أما غرفة الإرسال في الداخل، فـ«تعصف» برامج ووقفات إعلانية. الغرفة الخالية من الموظفين تتبع نظام البرمجة على مدار اليوم (24 ساعة).
برمجة أراد أصحاب المحطة ايصال رسالتهم الى النساء من خلالها والأخذ بأيديهن وتنويرهن بحقوقهن وضرورة العمل من أجل تحصيلها على حد قول أبو سمح. هذا الأخير لبّى رغبة زوجته ماري في تأسيس محطة تناصر قضايا المرأة أرادت الصمود طويلاً وسط أمواج عاتية من المنافسة والبذخ والإبهار... لكن هل ستنجح؟

http://arabwomantv.com