باستثناء ليلة الميلاد (24/12)، تشهد عشر كنائس وكاتدرائيات في وسط بيروت ومحيطه أمسيات يومية بدءاً من اليوم. يحمل الحدث عنوان «بيروت ترتّل» بتوقيع «سوليدير» رعايةً ودعماً. إنها الدورة الخامسة من هذه التظاهرة التي تتزامن مع الأعياد، وتختص بالموسيقى الدينية.
المقصود بموسيقى دينية، ترانيم تراثية شرقية وأخرى غربية أو كلاسيكية، لكن تضاف إليها الموسيقى التي لا علاقة لها بالدين مثل سوناتات بيتهوفن للبيانو! المؤلف الألماني كتب أعمالاً دينية، لكن معظم مؤلفاته غير دينية، ومنها سوناتاته الـ32 التي نسمع أشهر ثلاث منها في أمسية عبد الرحمن الباشا. هذا مع التنبيه إلى أن إحدى السوناتات التي سيؤديها العازف اللبناني (Pathetique) تقوم حركتها الثالثة على لحنٍ مطابقٍ للحن ترتيلة لبنانية شهيرة، لكن صاحب الترتيلة استعار اللحن من بيتهوفن وليس العكس! هكذا، بين الركائز التي تعوِّل عليها «سوليدير» لِبَثّ الحياة في باطون الوسط التجاري: الدين. إذاً، فليكن له مهرجان ولتكن الأمسيات مجانية تماشياً مع فضائل الدين، ومنها العطاء! أسئلة كثيرة يمكن طرحها هنا، لكن لنفصل تحالف الدين والمال عن الموسيقى، لا لشيء إلا لوضوحه لمن يملك حساسية نقده. الافتتاح حجزه سداسي أكاديمية سكالا دي ميلانو (1/12) من إيطاليا، يليه Ensemble Correspondances (2/12) من فرنسا. الفرقتان تقدمان الموسيقى الدينية الخاصة ببلديهما، وتحديداً الإرث الذي تركه مؤلّفو القرنيْن السادس عشر والسابع عشر، أي الفترة التي عرفت الموسيقى الدينية انتشاراً تبعه انحسار في القرن الثامن عشر وبعده، وتطوراً نظرياً كبيراً نسبةً إلى ما كانت عليه في القرون السابقة. في الثامن من الجاري، يقدّم عبد الرحمن الباشا ثلاث سوناتات لبيتهوفن. أنجز عازف البيانو اللبناني قبل سنوات تسجيلاً كاملاً لسوناتات بيتهوفن، ولاقى نقداً جدياً مرحباً. أما خيار الباشا للسوناتات رقم 8، 14 و23 فهو بمثابة Best Of. صحيح أنّ هذا الثلاثي قد لا يكون أجمل سوناتات بيتهوفن، لكنّه الأشهر تاريخياً.
في 13/12، يقدّم الموسيقي نداء أبو مراد مع «فرقة الموسيقى العربية الكلاسيكية» أمسية «موشحات دينية ميلادية» من وحي المناسبة. وكذلك، تلتقي غادة شبير بإيمان حمصي في أمسية تجمع بين الإنشاد والقانون بعنوان «صوت ووتر» (15/12). وفي 16/12، تحية (مسبقة) للمؤلف الإيطالي فيردي في الذكرى المئوية الثانية لولادته (1813)، تحييها الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة النمساوي المغمور مانفرد موساور، وبمشاركة جوقتي الجامعة الأنطونية وجامعة سيدة اللويزة والسوبرانو ريما طويل التي تختتم المهرجان (25/12) بأمسية تغني خلالها مؤلف الأوبرا الفرنسي جول ماسّنيه. ومن الأسماء المعروفة في مجال الغناء الأوبرالي، تشارك السوبرانو سمر سلامة (23/12)، والمرنمات اللواتي اشتهرن بهذا الاتجاه الفني كعبير نعمة (17/12) ورانيا يونس (4/12) وجومانا مدوّر (9/12).



«بيروت ترتّل» بدءاً من مساء اليوم حتى 25 ك1 (ديسمبر)