دمشق | مع اقتراب دخول الأزمة السورية عامها الثاني، ما زال بعض نجوم الدراما يغرقون في شبر ماء، تحديداً عندما يتعرضون لمشكلة أو يفاجأون بتلفيق بعض التصريحات على لسانهم أو تزوير بعض الصفحات الالكترونية التي تحمل اسمهم.... وفي سياق حالة التخبط التي يعيشها نجوم الدراما السورية، فقد اتخذ غالبيتهم قراراً بمغادرة الأراضي السورية ثم الاعتذار عما يعرض عليهم من أعمال خشية على أنفسهم وعلى عائلاتهم من العنف.
وأبرز المغادرين هم باسل خياط، وقصي خولي، وسلافة معمار، وعبد المنعم عمايري، وأمل عرفة، وكاريس بشار، وتيم حسن، ونسرين طافش، وجمال سليمان وباسم ياخور... هكذا، تبدو الدراما السورية اليوم كأنها تعيش خريف العمر بعدما غادر ألمع نجومها. أما المخرجون الذين يصرون على العمل في الشام، فقد وقعوا في حيرة لناحية اختيار أبطال مسلسلاتهم. لكن يبدو أنّ مصائب قوم عند قوم فوائد. الأزمة السورية فتحت باب الفرص على مصراعيه أمام نجوم شباب لم يتسنّ لهم البروز من قبل. ومع غياب نجوم الصف الأول، كانت الفرصة مواتية لوجهين شابين هما زينة بارافي وجوان الخضر ليتقاسما دوري بطولة في مسلسل «ياسمين عتيق» مع المثنى صبح بدلاً من نسرين طافش وتيم حسن اللذين كان مقرراً لهما تأدية البطولة. فيما يصر ممثلون شباب آخرون على المضي قدماً في مشاريع اختاروا تنفيذها في هذه الظروف القاسية عساها تكون جواز عبور لهم نحو النجومية التي يحلمون بها. ورغم غياب المموّل المناسب لمشاريع الشباب، إلا أن بعضهم يتدبر الأمر بالحد الإنتاجي الأدنى، على أن يكون هناك نظام تكافلي بين صنّاع العمل لمواجهة الظرف الإنتاجي السيئ. على هذا المبدأ، دارت أخيراً كاميرا المخرج الشاب وسيم السيّد لتصوير مشاهد مسلسل «روزنامة» الذي كتبه السيناريست الشاب سيف رضا حامد، ويأتي بدعم من رئاسة جامعة دمشق. على مدار 30 حلقة تبلغ مدّة كل منها نصف ساعة، يعرض العمل المقرر عرضه في رمضان المقبل، شريحة هامة من المجتمع السوري هي الشباب الجامعي. يخوّل الحدث نجوم المسلسل وأبطال القصة لمواجهة ذواتهم وبعضهم بعضاً من خلال قصص تلامس الواقع. في العمل، يظهر حرم كلية الآداب في جامعة دمشق كمجتمع متكامل بأنماط وأشكال ومستويات تفكير متباينة أكثر من كونه مجرّد مكان للتحصيل العلمي. هنا تختلف الرؤى والأفكار، وترتبط أحلام الشخصيات بالمكان والزمن الذي يمضي يوماً بيوم على الروزنامة في إطار درامي وشبابي حديث وأنيق. علماً أنّ المسلسل يعدّ التجربة التلفزيونية الأولى لكاتبه ومخرجه بعد تجارب عدة في المسرح والسينما. وتؤدي بطولته مجموعة من الممثلين الشباب ومنهم: مؤيّد الخراط، رنا كرم، يحيى هاشم، لارا سعادة، أحمد كيكي، أيهم عبّاسي، محمد حمّادة، وئام إسماعيل، نجاح مختار، نورا العايق، خلود عيسى، روعة شيخاني، وائل شريفي، غدير الشعشاع، جهاد سعد، مازن عبّاس، مروان أبو شاهين، وسيم الرحبي، رشا الزغبي، رائد مشرف وآخرون. وبالطريقة ذاتها، يتوقّع تصوير مسلسل «فتت لعبت» للسيناريست الشاب طلال مادريني بعدما تراجع النجم قصي خولي عن إنتاج مسلسله «خاتون». يقول مارديني في اتصال مع «الأخبار» بأنّ مسلسل «فتت لعبت» المقرر عرضه في رمضان، يلامس هموم الشباب من خلال أربع فتيات وأربعة شبان هم طلاب جامعة يقدمهم العمل كأن كل واحد منهم ورقة لعبة لتحاول القصة ملامسة مشاكل هؤلاء وهمومهم وكيف تلهو بهم الحياة... والمسلسل من إنتاج شركة «أفاميا» حديثة الولادة وسيخرجه إياد نحاس. وبينما يحاول بعض الممثلين الشباب تجريب مهنة كتابة السيناريو انطلاقاً من تجاربهم الشخصية في محاولة لخلق الفرص لأنفسهم مع اقتراب الدراما السورية من عصر البطالة، صار مؤكداً أنّ «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» ستكون اللاعب الأهم على مستوى الإنتاج هذا العام. وقد صرحت المخرجة رشا شربتجي في اتصال مع «الأخبار» بأنّها لن تغادر دمشق وقد تعاقدت مع المؤسسة لإخراج مسلسل «حبة حلب» (كتب السيناريو عدنان العودة عن رواية بعنوان «وداد من حلب» لقحطان مهنا). ومن المتوقع أن تباشر صاحبة «الولادة من الخاصرة» التصوير خلال الأيام المقبلة. كذلك، سيباشر المخرج سمير حسين تصوير مسلسل «الحائرات» (اسم مبدئي) لأسامة كوكش مع الجهة المنتجة ذاتها ليكون حسين وشربتجي أمام مشكلة اختيار الممثلين. ولا بد من الاستعاضة عن بعض النجوم الذين يرفضون العودة إلى سوريا حالياً بوجوه شابة جديدة. إذاً، هيأ فراغ الساحة من نجوم الصف الأول الأرضية والفرصة المناسبة لجيل جديد ليس على مستوى الدراما فحسب بل أيضاً على المستوى الإعلامي.