كما في كل عام، وعلى أبواب السنة الجديدة، تختار هيئة التحرير في مجلة الـ«تايم» البريطانية «شخصية العام» لتحتل غلاف آخر الأعداد. لكن إلى جانب ذلك، للقرّاء رأيهم أيضاً، يدلون به من خلال استطلاع تجريه المجلة عبر موقعها الإلكتروني. بعد «المتظاهر» الذي شكّل فتيل «الربيع العربي» في 2011، ومؤسس فايسبوك مارك زوكربيرغ عام 2010، تتألف لائحة المرشحين لهذا العام من 38 شخصية «تركت أثراً كبيراً في مجالها» من ميادين مختلفة، أبرزهم: الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس المصري محمد مرسي. وسيصدر عدد 31 كانون الأول (ديسمبر) 2012 قبل ذلك بعشرة أيام، بعد توقّف التصويت قبيل منتصف ليلة الثاني عشر من الشهر نفسه، ومن ثم يعمد المحررون الى الاختيار والإعلان عن الفائز بعد يومين.
الشخصيات المرشحة لنيل اللقب تنتمي إلى مجالات متعددة، مثل السياسة والرياضة والفن، لكن العلامة الفارقة هي طبيعة الشخصيات السياسية الواردة أسماؤها في القائمة. تبدأ المفاجأة مع الرئيس السوري بشار الأسد، فقد ذكرت الـ«تايم» في النص المعرّف عنه إلى جانب صورته أنّه «نجح في البقاء السياسي، على الرغم من 20 شهراً من الحرب الأهلية في بلاده والمحاولات المستمرة لإسقاطه». لكن مهلاً، فالمفاجأة لم تكتمل بعد. في ظل الغليان الذي يشهده الشارع المصري اليوم، على خلفية قرارات الرئيس محمد مرسي الأخيرة، ضمّت المجلة البريطانية الرئيس الإخواني إلى قائمتها، معتبرةً أنه نجح بوصوله إلى كرسي الرئاسة في «تغيير المشهد السياسي في الشرق الأوسط»، لا بل ذهبت إلى أبعد من ذلك. أبعدت شبهة التطرف عن «الإخوان»، مشيرةً إلى أنّ هذا التنظيم «معتدل دينياً»، مثنيةً على دور مرسي في التوسّط لحل «النزاع الأخير بين غزّة وإسرائيل».
وفي الوقت الذي غيّبت فيه الـ«تايم» نشطاء من دول عربية أخرى تشهد حراكاً شعبياً، مثل البحرين مكتفيةً بأسماء من الصف الأوّل، خصّصت اللائحة مساحة كبيرة للوجوه السياسية الأميركية التي تضمّنت الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي فاز بمدة رئاسية ثانية «على الرغم من المشاكل التي واجهته في ليبيا وأفغانستان، فضلاً عن إعصار ساندي»، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي «ابتكر طرقاً مختلفة بمساعدة «الليكود» للاستحواذ على أكبر قدر من الشعبية، وتمتّع بدور أساسي في السباق الأميركي نحو البيت الأبيض». كما نجد الزوجين بيل وهيلاري كلينتون، والمرشّح الجمهوري للانتخابات الرئاسية ميت رومني، ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن، فضلاً عن كيم جونغ أون «الوريث العظيم» لرئاسة كوريا الشمالية.
ومن الشخصيات الكورية الشمالية ولكن الفنية، هناك مغني الراب «بي أس واي» الذي اجتاحت أغنيته «غانغنام ستايل» العالم (الأخبار 7/11/2012)، محققةً أكثر من 820 مليون مرّة مشاهدة على يوتيوب.
فرقة البانك الروسية «بوسي رايوت» مرشحة للفوز باللقب أيضاً بعدما ارتفعت «الأصوات في مختلف أنحاء العالم مطالبة بدعم أعضائها وإطلاق سراحهن بعد دفعهن ثمن عملية الاستفزاز السياسية التي قمن بها في كاتدرائية «المسيح المخلص» في وسط موسكو». ومن بين الأسماء الأخرى، نذكر الرياضي النمسوي فيليكس بومتغارتنر الذي نجح في القفز من الغلاف الجوي، والمغني الأميركي «دجاي زي» والمدونة الباكستانية مالالا يوسف ضي (الأخبار 12/10/2012).

للتصويت : http://www.time.com/time/specials/packages/article/0,28804,2128881_2128882,00.html