متابعو هبة القوّاس كان بإمكانهم أن يتوقّعوا حلولها ضيفةً على «مسرح دار الأوبرا السلطانية» في عُمان. بمعنى أنه من البديهي أن يدعوها صرحٌ ثقافيٌّ عربي مستحدَث، كدار الأوبرا المذكور الذي افتُتِح منذ نحو سنة. علاقة المؤلفة اللبنانية بالخليج العربي قوية جداً، وحكام هذه الدول يرون في وجود المؤلفة والمغنّية اللبنانية شخصيّة ضرورية في أنشطتهم الساعية إلى تكريس هويةٍ ثقافية ذات بُعد عالمي، لكنّها ذات حاجةٍ مفتعلة أحياناً. في هذا الإطار، تحلّ القوّاس هذا المساء ضيفةً على السلطنة العربية التي لمع اسمها أخيراً في مجاليْن أساسيين: تشييد دار أوبرا بمواصفات مذهلة تحاكي دُور الأوبرا العالمية. واحتلالها المرتبة الثالثة (بعد السعودية والإمارات العربية) في استيراد السلاح من الولايات المتحدة عام 2011! إذاً، هذا المساء يجتمع الجمهور العُماني المستَجِد على الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا، للاستماع إلى مؤلفات هبة القوّاس الآلاتية والغنائية ذات التوجّه المعاصر، وتنفذها الأوركسترا السمفونية السلطانية والأوركسترا السمفونية الوطنية الأوكرانية، إضافة إلى موسيقيين لبنانيين من الأوركسترا الوطنية الشرق- عربية.
على جدول البرنامج عملٌ كتبته القوّاس للمناسبة هو كونشرتو للغيتار والأوركسترا، وأغنية جديدة بعنوان «عُمان يا أغنية» (كلمات حسّان الزين) تحتفي بالسلطنة وسلطانها. كما تشمل الأمسية مقطوعاتٍ موسيقية وأخرى غنائية من قديمها وجديدها تعاونت فيها مع الشعراء أنسي الحاج، ندى الحاج، عبد العزيز خوجة، وغيرهم. تجدر الإشارة إلى أنه تم افتتاح «مسرح دار الأوبرا السلطانية» في مسقط في الخريف الماضي بأوبرا «توراندوت» للمؤلف الإيطالي الكبير بوتشيني، في نسخةٍ مرموقة حملت توقيع المخرج الكبير زيفيريلّي، أكثر السينمائيين اهتماماً بالأعمال الأوبرالية.