خلال الأيام الماضية، شُغلت بيروت بخبر إقدام مراسل «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي. بي. سي.)، جيم ميوير، على استخدام النفوذ السياسي والضغط صوب إغلاق مقهى «بيسترو دار» التابع لـ«دار المصوّر» في منطقة الوردية في بيروت بعد شن حملة شعواء عليه من أجل المطالبة بإقفاله، وفق ما يقول أصحاب المقهى لـ«الأخبار». «انزعاج الصحافي لم يقتصر على «الأصوات العالية»، بل يشمل أصوات الأواني»، تقول ريما أبو شقرا إحدى مالكات المقهى، موضحةً أن المكان لا يقيم الحفلات الصاخبة: «نحن نستضيف أشخاصاً يعزفون على البيانو أو الكمان أو الغيتار كل ليلة جمعة، ولا يتعدى وقت السهرة الـ11 مساءً، رغم أنّ القانون يسمح لنا بالاستمرار حتى الواحدة بعد منتصف الليل». وبينما فشلت محاولات «الأخبار» في التواصل مع المراسل البريطاني، تؤكد الصحافية اللبنانية أنّ المقهى الذي تأسس في شهر تموز (يوليو) من العام الماضي «أُنشئ ليكون هادئاً»، وتشير إلى وجود مكتبة و«دار المصور» وصالة معارض، وحديقة تؤمن «مساحة مناسبة للناس للاسترخاء».
معركة إقفال المقهى قادها ميوير منذ بداية عام 2011. تقول أبو شقرا إنّه استخدم علاقته الشخصية للضغط على المالكين. وبعد سلسلة من اللقاءات والأخذ والردّ بين أصحاب المقهى وجيرانهم، تم التوصّل أمس إلى اتفاق مبدئي عن طريق صديق الصحافي البريطاني، وهو سياسي إقطاعي لبناني معروف، يقضي بأن تغلق الحديقة بالزجاج مقابل أن يقوم السياسي «بتسريع الحصول على الرخصة».
عمد «بيسترو دار» إلى إنشاء صفحة خاصة على فايسبوك شرح فيها «التعسّف» الذي يتعرّض له، طالباً المساندة في وجه «الفساد»، قبل أن ينشئ سكّان مبنى «أزاديان» المجاور صفحة يشرحون فيها عبر نص طويل سبب عدم «تضامنهم» مع «بيسترو دار»، متوجهين إلى المالكين بالقول: «لقد تمكّن روّاد مطعمكم من الاستمتاع بوقتهم لكن على حساب راحتنا». وبغض النظر عن هذه القضية وصاحب الحقّ فيها، إلا أنّه لا يمكن هنا تجاهل لعبة «الواسطة» وتوظيف النفوذ السياسي بوصفهما صورة مصغّرة عمّا يجري في «بلاد الأرز»!
(الأخبار)