إنّها إحدى أسوأ الكوارث التي شهدتها أروقة «هيئة الإذاعة البريطانية» في تاريخها. هكذا وصفت الصحافية البريطانية استقالة مدير «بي. بي. سي» العام جورج انتويسل أوّل من أمس على خلفية فضيحة جنسية مدوية. بعد 54 يوماً على تسلمه منصبه، جاءت الاستقالة بسبب نشر تحقيق كاذب يتهم مسؤولاً سياسياً سابقاً في حزب المحافظين في عهد رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر بالاعتداءات الجنسية.
وفيما تشكّل هذه الأخيرة «عنوان المرحلة» للمؤسسة البريطانية العريقة بعد فضيحة مذيعها جيمي سافيل («الأخبار» 11/11/2012)، أعلن إنتويسل في بيان ألقاه إلى جانب رئيس مجلس الإدارة اللورد كريس باتن: «قررت أنّ الشيء الأكثر نزاهة الذي يمكن القيام به هو الاستقالة». وتابع أنّ قراره جاء لأنّ «المدير العام هو أيضاًَ رئيس التحرير والمسؤول في نهاية الأمر عن كل مضمون البرامج». ولمّح انتويسل إلى أن قراره ليس متعلقاً فقط بالخطأ الأخير حين قال: «الأحداث الاستثنائية خلال الأسابيع الماضية أوصلتني إلى نتيجة مفادها أنه يجب على «بي. بي. سي» أن تبحث عن مدير جديد». وكانت المؤسسة قد قدّمت اعتذاراً «من دون تحفظ» على بثها تحقيقاً ضمن برنامج «نيوزنايت» زعمت فيه إحدى الشاهدات أنها كانت ضحية اعتداء جنسي من مسؤول كبير سابق في حزب المحافظين خلال سبعينيات القرن الماضي. وفيما تحفّظت المحطة عن كشف هوية «المعتدي»، تم تداول اسم وزير المال السابق اليستير ماك البين، خصوصاً بعدما أشارت صحيفة الـ«غارديان» يوم الجمعة الماضي إلى اسمه، معربةً عن شكوك حول صدقية شهادة واحدة بحقه. ألبين شن هجوماً على «جنون وسائل الإعلام»، نافياً الادعاءات «الخاطئة والخطيرة»، في حين أعلن محاموه عن نيّتهم رفع شكوى ضد كل الذين نشروا هذه المعلومات وعلى رأسهم «بي. بي. سي».
وفي الوقت الذي بدأ فيه «تقاذف المسؤولية» داخل أروقة الهيئة، أعلن باتن لـ«سكاي نيوز» أمس أنه سيتم تعيين خلف انتويسل «في غضون أسابيع فقط»، مقرّاً بأن المؤسسة باتت بحاجة إلى «إعادة هيكلة جذرية». ويذكر أنّ تعيين تيم دايفي (45 عاماً) مديراً عاماً بالإنابة قوبل بترحيب ممزوج بالصدمة في الشارع البريطاني لأنه رجل قادم من عالم الترويج و«بلا تاريخ صحافي». علامات استفهام كثيرة ترتسم حول مستقبل إحدى أعرق المؤسسات الإعلامية في العالم خصوصاً حول سقطاتها «الأخيرة» هي الرائدة في مجال الصحافة الاستقصائية.



المرشّحون

إلى جانب المدير العالم الحالي بالإنابة تيم دايفي الذي انضم إلى أسرة «بي. بي. سي» مديراً لقسم الترويج قبل أن يرأس الصوتيات في صيف 2008، تتضمن لائحة المرشحين لمنصب المدير العام الجديد، مديرة العمليات السابقة كارولين تومسون التي قد تفوز هذه المرة لتصبح أوّل امرأة تتولّى هذا المنصب. كما يُرشّح للمنصب المدير التنفيذي في «أوفكام» إد ريتشاردز، إضافة إلى مدير «آي تي في» بيتر فيشمان والمدير العام التنفيذي السابق للقناة الرابعة مايكل جاكسون، فضلاً عن أحد أهم الأسماء في مجال إدارة الشركات في بريطانيا مارجوري سكاردينو.