في إطار الجهود الرامية إلى إلغاء النظام الطائفي في لبنان، وسعياً لمنع وقوع حرب أهلية جديدة، يُعقد لقاء جماهيري بعنوان «معاً» في «حديقة الصنائع» في بيروت عند العاشرة من صباح يوم 18 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. يهدف اللقاء إلى رفع الصوت للمطالبة بحماية السلم الأهلي من خلال حلقات نقاش بين الحاضرين، بهدف خلق «قوّة جديدة» تتمكن لاحقاً من «فرض حضورها في كل الميادين واستقطاب الطاقات الشعبية والسياسية والثقافية والنقابية إلى صفوفها من خلال المعارك السلمية الديموقراطية» وفق ما جاء في الإعلان المعرّف بالنشاط على فايسبوك.
«المنظمون ينتمون إلى اتجاهات فكرية مختلفة ويضمّون أفراداً من «تيّار المجمع المدني» وبعض القوى الطلّابية»، يقول جورج عازار أحد القائمين على التحرّك لـ«الأخبار». ويشدد على حرصهم على الابتعاد عن «المحاصصات الطائفية والاصطفافات الحزبية» التي تفرضها معادلة 8 و14 آذار، مشيراً إلى أنّ مصادرة بعض القوى السياسية لحملة «إسقاط النظام الطائفي» سابقاً تعدّ أحد الأسباب التي أعاقت مسيرتها «ونحن لا نريد تكرار الخطأ».
وحول الأسباب التي دفعتهم إلى إقامة هذا النشاط، يعتبر عازار أنّ الانعكاسات المحتملة للأزمة السورية على الوضع الداخلي ومشكلة قانون الانتخاب والتجاذبات الإقليمية والدولية «ستوقع لبنان في أتون الفتنة لا محالة»، مضيفاً: «نحمل إلى المشاركين تصوّراً لقانون عصري يقوم على أساس النسبية خارج القيد الطائفي، ونتوق إلى مناقشة تفاصيله». التحضير للحملة بدأ قبل شهرين لأنّ توصيل الرسالة بدقّة يتطلّب تنظيماً وتروّياً: «هناك طرف ثالث في البلد، ولا بد من تحفيز هذه الأغلبية الصامتة على العمل».
يؤكد عازار على ضرورة «تحويل الشعارات إلى أفعال» من خلال العمل اليومي وخلق برامج عمل «رغم عدم وجود متفرغين»، بالاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي «لأنها الأرخص»، ومحاولة التواصل مع وسائل الإعلام «لكننا لسنا مدعومين».
لا يريد المنظمون الغرق في التفاؤل، لكنّهم يصرّون على عدم الاستسلام «عند أوّل عثرة» لأنهم يعرفون أن المعركة طويلة، وخصوصاً أنهم يؤمنون بأنّ التغيير الحقيقي ينطلق من خلق «وعي ثقافي مدني».