عكّا | «معهد إدوار سعيد الوطني للموسيقى» يُطلق نسخة جديدة من «ليالي الطرب في قدس العرب». فرق عديدة ستشارك في الحدث لتؤكد على هوية المدينة موسيقياً في مواجهة عمليات الأسرلة المستمرة لمدينة القدس. فللمدينة المُحتلة طقوسها الجميلة المرتبطة بتفاصيل حياتها اليومية، والبعيدة نوعاً ما عن قدسيتها المرتبطة بالأديان.
في المقابل، للمدينة نفسها مأساتها المستمرة في ظلّ الاحتلال؛ من تهويد وأسرلة على مختلف المستويات، وخصوصاً الممارسات الثقافية منها. قبل أربع سنوات، انطلقت الدورة الأولى من مهرجان «ليالي الطرب في قدس العرب» التابع لـ«معهد إدوار سعيد الوطني للموسيقى». ومن المقرر أن تُقام دورته الجديدة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ويستمر لغاية الأول من كانون الأول (ديسمبر). وستبدأ الفعاليات في القدس، وتنتقل إلى رام الله، وبيت لحم، ونابلس، والخليل، وللمرة الأولى في غزة.
في حديث خاص لـ«الأخبار»، يقول مدير «معهد إداور سعيد الوطني للموسيقى» ومدير المهرجان الفنان سهيل خوري إنّ فكرة تأسيس المهرجان جاءت للتأكيد على عروبة القدس، وعراقة المدينة، وعراقة الموسيقى العربية، وعلى أنّ ما يُقدّم في القدس يجب أن يليق بها، وبمكانتها في التاريخ والوجدان العربي. ويضيف: «القدس بحاجة إلى تعميق الهوية عند الإنسان المقدسي. وبالتالي الموسيقى العربية هي جزء مهم من تعميق هذه الهوية. نحن نواجه الأسرلة حتى موسيقياً، ومن يعشْ في القدس بإمكانه أن يسمع الموسيقى العبرية تصدح من السيارات».
تَمحْور المهرجان حول الطرب يأتي من رؤية المبادرين إلى أهمية التركيز على الطرب القديم والحديث منه. هناك إعادة إنتاج لهذه الموسيقى، وليس فقط الاعتماد على ما قُدِّم في القرن الماضي. التجديد في كلّ عام يرتكز إلى استضافة فرق جديدة؛ فلسطينية وعربية قدر الإمكان. عن هذا الجانب، يقول خوري: «من الصعب استضافة الفرق العربية لأن القدس مُحتلة، لكننا نحاول دائماً البحث عن فرق يمكنها القدوم إلى القدس».
في نسخة هذا العام، لن تشارك فرق عربية. لكن من خارج فلسطين، سوف يشارك أعضاء فرقة «ثلاثي خوري» الفلسطينية المقيمون في فرنسا مؤخراً، بعد انتقالهم من الأردن. أما على مستوى الفرق الفلسطينية؛ فسوف تشارك ناي البرغوثي للمرة الأولى كمغنية بعدما شاركت سابقاً كموسيقية ضمن فرقة «معهد إدوار سعيد الوطني للموسيقى». ومن الأراضي المحتلة عام 1948، سوف تشارك مجموعة من الفرق والفنانين، منها: جوقة «سراج» وعرضها لأغاني سيد درويش، وفرقة «وتر» الموسيقية وعملها الموسيقي الجديد بعنوان «أساطير»، ودلال أبو آمنة وعرضها «عن بلدي إحكيلي»، رمسيس قسيس وعرضه الجديد «ولادة»، إضافة إلى المغنية روزان خوري. وتشارك في المهرجان الفرق الطلابية التابعة لـ«معهد إدوار سعيد الوطني للموسيقى» في المدن الفلسطينية المختلفة، ومنها «مقامات القدس» بمشاركة المطربين سميرة الخروبي وهاني أسعد، وفرقة «تراث» من رام الله، وفرقة «بيت لحم للموسيقى العربية».
كلّ العروض سوف تقام على خشبة «المسرح الوطني الفلسطيني _ الحكواتي» في القدس، ومن ثم تنطلق إلى المدن الأخرى. وستكون غزة حاضرة للمرة الأولى هذا العام في مهرجان «ليالي الطرب في قدس العرب»، من خلال فرقة «مركز غزة للموسيقى» الذي أنشأته «مؤسسة عبد المحسن القطان»، قبل أن يصبح فرعاً من فروع «معهد إدوار سعيد الوطني للموسيقى».