منذ مساء أول من أمس، خيّمت لهجة العتب على تعليقات الجمهور في الصفحة الخاصة بصحيفة «النهار» على فايسبوك. لم يسامح كثيرون الجريدة العريقة على «سقطتها» التي هزّت البلد، بعدما وقعت في فخّ إيهاب العزي، ونشرت مقالاً (24/10/2012) عن مجموعة مسلحة قطعت أصابع الشاب اللبناني في محلة الطريق الجديدة «لأسباب طائفية»، وخصوصاً أنّها تزامنت مع البلبلة التي شهدها البلد هذا الأسبوع. لا يخفي مدير التحرير في «النهار» غسان حجّار انزعاجه من الكلام القاسي الذي وجّه إلى الصحيفة. يقول لـ «الأخبار» إنّ «هناك فعلاً أناساً غاضبين بسبب محبتهم للجريدة، لكن هناك آخرون يستغلّون الفرصة لتصويب سهامهم علينا». وحول السقوط في فخ العزي، لفت حجّار إلى أنه كان يصعب تكذيب الشاب «وخصوصاً بعد إدلائه بإفادة حصل بموجبها على موافقة من الجهات المختصة للعلاج»، إلا أنه سرعان ما يستدرك قائلاً: «أكيد كان لا بد من التدقيق أكثر... الخطأ وقع ونحن اعتذرنا فوراً ولم نكابر، وهذا أضعف الإيمان».
لن تخضع الصحيفة كاتب التحقيق (عباس الصبّاغ) لأي إجراءات تأديبية، ولن تحمّله المسؤولية كاملة «لأنه من غير المنطقي أن ننسى عمله الجيّد طوال الفترة السابقة لمجرّد هفوة قد نقع فيها جميعاً»، لكن حجّار يشير إلى إجراءات مستقبلية ستتخذها المؤسسة منعاً للوقوع في هذا الخطأ مجددا. وفيما فشلت محاولاتنا في الاتصال بالصبّاغ، كتب على صفحته على فايسبوك أنّ وسائل إعلامية عدة وقعت في فخّ ايهاب العزي. يكرّر حجّار ما ذكر في الاعتذار الذي قدّمته «النهار» أمس بأن تغطية الخبر أتت من خلفية إنسانية بحتة «لا سياسية»، لأنها لا ترضى بتجاوزات مماثلة تحصل لأي مواطن «انطلاقاً من قناعتها بالحفاظ على الوطن والمواطن».
وكانت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني قد نفت أول من أمس رواية العزي، الموقوف حالياً، والذي يخضع للتحقيق بشأن إفادته الكاذبة، فيما أشارت مصادر التحقيق إلى أنه تبيّن لها أنّ الشاب العشريني أصيب خلال خلاف شخصي مع شباب على دراجة نارية. والمأساة التي كشفها التحقيق، أنّ الشاب الفقير لا يملك مالاً لدخول المستشفى للعلاج، فاختلق قصته الطائفية للاستفادة من الطبابة المجانية على حساب وزارة الصحّة... فيما تلقّف الإعلام «السكوب» من دون تدقيق، هو المأخوذ بالإثارة منذ أن افتتح أبو إبراهيم هذه «الصرعة» على شاشاتنا.