حفل أسطوري أشعل ليل القاهرة أمس، إذ شهدت قلعة صلاح الدين الإعلان عن ولادة «mbc مصر» التي ستنطلق على الهواء ليل الجمعة 9 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وأول الغيث البرنامج الأكثر شعبيّة وجماهيريّة The Voice (21:00). غصّ المكان بأكثر من 400 شخصيّة تنوعت بين ممثلين ومطربين وسياسيين وإعلاميين. هكذا، أطلت نجمة الموسم الأول من Arab Idol كارمن سليمان في ثوب كليوباترا، ثم ظهر النجم راغب علامة وختم الحفل صابر الرباعي.
وبالإضافة إلى النجوم، لبى الدعوة شخصيات سياسيّة أبرزهم وزير الإعلام المصري صلاح مقصود والمتحدث باسم رئاسة الجمهورية ياسر علي، فضلاً عن أصحاب قنوات فضائيّة، سيشكّل وصول الشبكة السعوديّة أزمة لهم، لأنها ستسابقهم في عقر دارهم على أهل المغنى ونجوم الدراما، وستقاسمهم الحصص الإعلانيّة. في السنوات الأخيرة، كرّست mbc ريادتها بعدما تعاقدت على أضخم الإنتاجات الفنيّة العالميّة، وقدمت نسخاً عربيّة منها بمستوى عالمي، ما زاد من جماهيريتها في مختلف أنحاء الوطن العربي. وبعدما كانت تحقّق نسبة المشاهدة الأعلى في السعوديّة ودول الخليج العربي، استطاعت أن تخترق الدول العربيّة، ولم تستثن مصر. علماً أنّ جمهور المحروسة ليس معتاداً على متابعة قنوات غريبة. أما اليوم، فقد قرّرت mbc أن تبيع «الميّة في حارة السقايين». وفي هوليوود الشرق، تسابقت على التعاقد مع النجوم المخضرمين والشباب، فأدخلت هاني رمزي مجال التقديم وخطفت إعلاميين بارزين على رأسهم منى الشاذلي وينتظر أن تطلق مفاجآتها تصاعدياً، وسيكون بطلها «نجم الجيل» تامر حسني (راجع المقال المقابل).
وفي عز التحضيرات، اقتطع المتحدث الإعلامي باسم المجموعة السعوديّة مازن حايك دقائق من وقته، ليتحدث لـ«الأخبار» عن «ضخامة الحفل الذي تفرضه ضخامة المناسبة وأهمية الضيوف»، لافتاً إلى «حرصنا على دعوة القائمين على الفضائيات المصريّة الزميلة، وأن نبني معهم أفضل العلاقات»، وهي الفضائيات التي لن ترحّب كثيراً بدخول منافس قوي إلى الساحة سيقتطع من كعكة الإعلانات. وخلال المؤتمر الصحافي، أجاب حايك سلفاً على التحليلات التي تتناول دخول القناة كي تسابق أهل البيت على الإعلانات. في كلمته، ركّز على «تطوير المشهد الإعلامي المصري أكثر فأكثر، والارتقاء بصناعة المحتوى الترفيهي العائلي إلى مصاف العالميّة، عبر الاستثمارات والإنتاجات النوعيّة وتسويق المحتوى المصري في أسواق خارجيّة جديدة». وليس سرّاً أن في نية المحطة القيام بدبلجة أفضل المسلسلات المصريّة إلى اللغة التركيّة، وبهذا تسهم في إيصال الإنتاج الدرامي للقاهرة إلى أنقرة، بعدما حظي الإنتاج التركي بإقبال كبير في مصر. لم يتحدث حايك عن منافسة بل عن تكامل، لكن القناة تخطّط لإنتاج نسخ خاصة بمصر من Arab Idol و The Voice . وذكّر حايك أن «التعاون بين الجمهور المصري ومجموعة mbc، كانت باكورته عام 1991، كأول فضائية عربيّة تستعين بأرشيف ماسبيرو».
من جهته، شدّد مدير الإعلام في «mbc مصر» مدحت حسن على أنّ «القناة لن تكون متخصّصة بل شاملة، تهتم بالأسرة المصريّة والشباب والرياضة والاقتصاد والأعمال والقضايا الاجتماعيّة والحياتيّة والثقافيّة والفنيّة...». واختصر حسن الطريق في أسئلة تشكك في قدرة المحطة على تحقيق جمهور واسع، من خلال برنامجين أو ثلاثة. إذ لفت إلى أن «وتيرة شبكات البرامج والمسلسلات، ستكون تصاعديّة، وستنكشف أوراقها تباعاً». وستتضمن البرمجة أيضاً البرنامج الرياضي اليومي «سوبر ماتش»، وألعاب المصارعة الحرّة WWE. وفيما ينطلق الموسم الثاني من Arab Idol في آذار (مارس) المقبل، سيشهد البرنامج تعديلين أولهما انضمام نانسي إلى لجنة التحكيم، واستبدال مقدم البرنامج الممثل الكويتي عبد الله الطليحي بالمغني المصري أحمد فهمي. كذلك تطلق مسلسل «المنتقم» لحاتم علي، والدراما التركيّة «فاطمة2»، و«قلوب منسيّة» والدراما المصريّة «آدم»، و«حكايات بنات» و«شويّة عيال»، و«في غمضة عين». وستخص الجمهور المصري بالمسلسل الضخم «عمر» الذي يروي سيرة الخليفة عمر بن الخطاب، وبرامج تتقاسم عرضها مع القناة الأم كـ«التفاح الأخضر»، و«جويل»، و«ستايل»، و«سكوب». ولاحقاً، ستخصص المحطة حلقات خاصة بمصر، فضلاً عن برنامج «دكتور أوز». وخلال الاحتفال، ألقت منى الشاذلي كلمة أعربت فيها عن سعادتها بالانضمام إلى المجموعة. فيما عجّ المكان بالنجوم أمثال عادل إمام، ومحمود ياسين، وإلهام شاهين، وسمير غانم، ودنيا سمير غانم، وسيرين عبد النور وباسم ياخور وجمانة مراد، فضلاً عن عشرات الإعلاميين والصحافيين المصريين والعرب.



فين وفاء؟

رغم كثافة الحضور في سهرة «mbc مصر»، بدا مستغرباً عدم تلبية الإعلاميّة المصرية وفاء الكيلاني الدعوة، وذلك رغم ظهورها على mbc1 في برنامج «نورت» للمخرج باسم كريستو وإنتاج شركة «بيريبا». يحقّق البرنامج نسبة مشاهدة مرتفعة في الخليج تحديداً. وفيما تردد أن برنامجها، سيتزامن عرضه على القناة الوليدة والقناة الأم ليل كل إثنين، لوحظ أن البرمجة لا تشير إليه أساساً. فهل من اتفاق ضمني بين الطرفين يؤجّلان الكشف عنه للصحافة أم أنها منشغلة بمشاريع أخرى، ستعلن عنها في وقت لاحق؟ وهل من الطبيعي أن لا تجد الكيلاني حصّة في قناة تخاطب أهل بلدها؟