لم تكد زوبعة الرسوم الساخرة التي نشرتها مجلة «شارلي إيبدو» (الأخبار 20/9/2012) تهدأ في فرنسا، حتى برزت منذ أيام أزمة جديدة أبطالها هذه المرّة اليهود. انتشرت منذ أيام «هاشتاغ» فرنسية على تويتر هي unbonjuif# (اليهودي الطيب) وارتبطت بسلسلة من النكات تناولت اليهود والمحرقة... وكان الإقبال على تلك «الهاشتاغ» كبيراً جداً، حتى باتت من بين الأكثر تداولاً على الموقع خلال ساعات. ومن بين تلك النكات أنّ «اليهودي الطيب يصعب طهوه» و«اليهودي الطيب هو اليهودي الميت» و«اليهودي الطيب يعطي خدّه دائماً ليُضرب، ثم يسارع الى رفع شكوى»، وأُرفقت بعض تلك التعليقات بصور عن المحرقة عدّل بعضها بطريقة كاريكاتورية. موقع Jewpop اليهودي كان أول من أثار الضجّة حول الموضوع، مطلقاً صفارات الإنذار الى المجتمع اليهودي في الجمهورية الفرنسية. الإعلام الفرنسي سارع الى استنكار الأمر بشدّة، رافضاً العبارات «العنصرية» في «مسابقة النكات المعادية للساميّة» كما سمّته صحيفة «لو موند». أما «لو فيغارو»، فقالت إنّ «معظم التعليقات تخطّت الخطّ الأحمر مع تلميحات ظاهرة الى المحرقة واستخدام كليشيهات عن اليهود تصلح لسنة ١٩٣٠»، علماً بأنّ هناك «هاشتاغ» أخرى مشابهة عن «المسلم الطيب» و«الأسود الطيب» انتشرت على تويتر ومرفقة بسلسلة من النكات والصور... لكن بعض الصحف لم تأت على ذكرها. موقع «سلايت إف إر» توقف من جهته عند الإجراءات المطلوبة في فرنسا لرفع شكوى ضد أصحاب التعليقات العنصرية على تويتر. وطرح سؤال «هل يعتبر تويتر مساحة عامة أو خاصة؟» مشيراً الى أن الجهات المختصة في فرنسا لم تحسم هذا الأمر بعد.
وتزامناً مع الضجة الإعلامية والإلكترونية، علت صرخة «اتحاد الطلاب اليهود في فرنسا» الذي دعا تويتر «الى عدم السماح بنشر تعليقات عنصرية ومعادية للساميّة وتحضّ على الكراهية» وطلب مقابلة القيّمين على الموقع في فرنسا لـ«إيجاد حلّ». وفوراً، سارعت منظمة SOS Racisme الى دعم الاتحاد اليهودي وأعلنت الجهتان عن نيّتهما التقدم بشكوى رسمية «ضد من صدرت من حساباتهم التعليقات المعادية للساميّة». وبعيد الإعلان عن الشكوى القضائية، سارع الـ«المغرّدون» الى شنّ حملة مضادة تدين «الكيل بمكيالين من قبل الاتحاد والمنظمة»، وتسأل «لماذا أيّدتم أخيراً المجلة التي نشرت رسوماً مسيئة للإسلام (شارلي إيبدو) وتتقدمون اليوم بشكوى بسبب هاشتاغ؟».