تظهر عشرات المواقع الإلكترونيّة المسيح وهو يتعاطى المخدّرات، أو في مشاهد وصور إباحيّة. هذا الموضوع ليس جديداً. إلّا أنّ الجديد هذه المرة هو أنّ أصوات الرفض والاستنكار علت مطالبةً بحجب هذه المواقع. بعد فيلم «براءة المسلمين» الذي حجب عن يوتيوب في لبنان، ها هي جمعيّة «جاد شبيبة ضدّ المخدّرات» (غير الحكوميّة) تصدر بياناً أمس، تورد فيه أنّها «ترصد منذ فترة مواقع إلكترونيّة تسيء إلى الديانة المسيحيّة، وتظهر بعض الرموز الدينيّة وهي تتعاطى المخدّرات، حتّى تنامت هذه المواقع وتكاثرت في الآونة الأخيرة لتصبح أيضاً باللغة العربيّة». وتابع البيان إنّ «الوقاحة» دفعت هؤلاء إلى «حدّ التطاول على الرموز الدينيّة من خلال وضع صور ومشاهد إباحيّة تمسّ بهذه الرموز».
وأضافت الجمعيّة إنّها تقدّمت بإخبار لدى النيابة العامّة الاستئنافيّة وسلّمت الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة ملفات كاملة وموثّقة حول هذه المواقع. وفي اتّصال مع «الأخبار»، أشار رئيس الجمعيّة جوزف حوّاط الى أنّ هذه الصور تظهر المسيح وهو يتعاطى المخدّرات، أو في مشاهد إباحيّة مع أطفال ونساء ورجال.
عملياً، يرفض الكثير من المدونين والنشطاء والعاملين في المواقع الإلكترونيّة ما يعرف بقانون تنظيم المواقع الإلكترونيّة، وهم يتساءلون عن قدرة الجهات المعنيّة على حجب كميّة المعلومات الهائلة المتدفّقة عبر المواقع، من دون أن يمسّ ذلك بحريّة التعبير وحريّة الاطّلاع على المعلومات. ومشروع تنظيم الإعلام الإلكتروني بذاته كان ولا يزال عرضة لانتقادات واسعة كونه يشكّل تعدّياً على الحريّات العامّة في لبنان.
يرفض حوّاط وصف ما يحصل بأنّه يندرج ضمن حريّة التعبير، فـ«الحريّة تتوقّف عندما يبدأ المسّ بحرمة الدين». من هنا أتت مطالبة الجمعيّة وزير الاتصالات نقولا الصحناوي بتوجيه رسائل الى المعنييّن بحجب هذه المواقع، كما حصل بعد عرض «براءة المسلمين». بدوره، يشجب رئيس دائرة الإعلام في «مجلس كنائس الشرق الأوسط»، الأب يوسف مونّس، أداء هذه المواقع. يقول لـ«الأخبار» إنّ هناك حملة صهيونية اليوم على الأديان، وخصوصاً المسيحية. لكنّه يشير إلى أنّه ضد الحجب: «أنا مع المعرفة التي هي سلاحنا ضد هذه القضايا. يجب توعية الجيل الجديد». أمّا جمعيّة «جاد»، فلم تكتف ببيان الرفض، بل دعت المواطنين الى المشاركة في احتجاج سلميّ وحضاريّ سيعلن عنه قريباً. ويبقى السؤال: هل يتدخّل القضاء ليحجب للمرّة الثانية هذه المواقع؟ وهل سنشهد مرحلة جديدة من التضييق على الحريات، بغض النظر عن قضية هذه المواقع؟