بعد أقل من عام على تسلّم الجزائري عيّاش الدراجي إدارة مكتب «الجزيرة» في بيروت (كانون الثاني/ يناير الماضي) وما حُكي عن فشله في مقاربة الوضع اللبناني وتعقيداته، ها هو مازن ابراهيم يتسلم الإشراف على إدارة التحرير في قرار وصفه مدير الأخبار في القناة ابراهيم هلال لـ«الأخبار» بـ«الإداري»، فلم نعرف حيثياته أو المعايير التي اختير على أساسها. حصل ذلك بعدما تم الاتفاق على إلغاء منصب «مدير مكتب» واعتماد المداورة في رئاسة التحرير بين مراسلي المكتب.
المراسل اللبناني الذي تولى مؤخراً تغطية الأحداث في سوريا وتحديداً في مدينة حلب، لا يخفى على أحد مناصرته لـ«الثورة» ومناهضته للنظام السوري و«حزب الله»، وهو أيضاً خبير في تغطية ملفات السلفيين و«القاعدة» خصوصاً في شمالي
لبنان.
اليوم، يدخل مازن ابراهيم مكتب القناة القطرية من هذا الباب الواسع مع الكثير من التساؤلات التي تحيط به: هل لهذا الانتقال مفاعيل على الواقع اللبناني؟ بمعنى آخر، هل يشكل هذا الانتقال رسالة سياسية من «الجزيرة» بأنّها قرّرت المضي قدماً في موقفها المناهض للنظام السوري، ودخلت خطوة متقدمة في نقل الصراع السوري الداخلي وعلاقته بالوضع اللبناني الى الساحة البيروتية؟ وماذا عن هوية الخط السياسي الذي سيتبع؟ كل هذه التساؤلات وغيرها الكثير من التكهنات تحتاج بلا شك الى توضيح فيما يتريّث مازن ابراهيم عن الإجابة عن أسئلتنا ريثما يتسلم المنصب وتتضح الأمور. علماً أن مصدراً في القناة القطرية يؤكد على «المقاربة المتوازنة» التي تعتمدها المحطة في تغطيتها للأحداث اللبنانية المرتبطة بالأزمة السورية من حيث تركيزها على الزوايا الخبرية والإنسانية. فيما يعزو غياب الأطراف الأخرى مثل «حزب الله» عن المشاركة في برامج «الجزيرة» وتحديداً في برنامج «الحصاد» الى امتناع الحزب نفسه عن ذلك.
قرار التعيين هذا لا يمكن أن يحجب الكلام عن سبب عدم تسليم المنصب لمراسلة المحطة في بيروت بشرى عبد الصمد التي واكبت القناة منذ عام 2001. الا أنّ مصدراً في القناة يكشف أنّ هناك تقليداً بعدم تسليم «مقاليد» هذا اللقب الى امرأة! ويبقى السؤال مفتوحاً حول التجربة التي سيقدّمها ابراهيم: بعد فشل الرهان على إعلامي غير لبناني لتولّي إدارة المكتب البيروتي انطلاقاً من بُعده عن الصراعات الطائفية والحزبية في لبنان، ماذا سيكون مصير تجربة مازن ابراهيم في بيروت، خصوصاً في الملفين السوري واللبناني.؟ وحدها الأيام المقبلة ستوضح ماذا سيتصدر شاشة «الجزيرة» هذه المرة من بيروت.