مثقفون سوريون أسقطوا التلفزيون

  • 0
  • ض
  • ض

دمشق | يقتحم التلفزيون جميع الأماكن ويسجل ثباتاً ملحوظاً في مواجهة الانترنت وثورة التكنولوجيا التي لا تهدأ ولا تستكين. رغم أن التلفزيون مازال يسجل الحضور الأهم في تغطية الزلازل والأخبار التي تعصف في البلاد العربية، هناك بعض المثقفين السوريين الذين يتمترسون خلف رأيهم الرافض لمتابعة التلفزيون ويعتبرونه مضيعة للوقت وحالة تسهم في إفساد الذوق العام وتزوير الحقائق وتكريس التوتر عند المشاهدين نتيجة التوجهات السياسية للمحطات الفضائية. هكذا، لا يزال صادق جلال العظم يرفض مشاهدة التلفزيون حتى هذه اللحظة. ليس ذلك فقط، بل إنّ المفكر السوري يصرّ على عدم اقتنائه في منزله. وعندما يضطر لمتابعة أي حدث استثنائي، يفضل زيارة الأصدقاء لمتابعة هذه الأحداث لوقت قصير. وعندما قرر المخرج السوري محمد ملص أن يريح صاحب «ذهنية التحريم» من عناء الانتقال إلى بيوت أصدقائه إذا فكر في متابعة نشرة أخبار، أهداه تلفزيوناً. لكن ما كان من العظم إلا أن جيّر الهدية لصالح أحد أبنائه بمنتهى الهدوء من دون أن تتمكن رياح الربيع العربي من إقناعه بغير ذلك. يضاف إلى صادق جلال العظم أسماء أخرى تناصره وترفض مشاهدة التلفزيون منهم الكاتب والمعارض ياسين الحاج صالح والشاعر الشاب محمد ديبو. هذا الأخير يقول لـ«الأخبار»: «قرأت مرةً حواراً مع المسرحي الراحل سعد الله ونوس عن سلبيات التلفزيون. ومنذ ذلك الوقت، اتخذت قراراً بعدم متابعة هذا الصندوق السحري وما زلت عنده، وآخر ما شاهدته كان مسلسل «الزير سالم» لحاتم علي (2000)». لقد أصبح هؤلاء المثقفون محل انتقاد بالنسبة إلى بعض صناع الدراما السورية الذين يتباهون بالنجومية الساحقة التي تحققها أعمالهم، لكن لا يعرف صادق جلال العظم ولا رفاقه أسماء أو أشكال نجوم تلك الأعمال. وعلى الضفة المقابلة، يجد كبار نجوم الدراما السورية مثل بسام كوسا، وعابد فهد وأيمن رضا صعوبة في استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ويفضلون النأي بأنفسهم عن فوضى الفضاء الافتراضي، خصوصاً أنّ هؤلاء النجوم كانوا الأكثر عرضةً للإهانات والشتائم وتزوير الصفحات التي تحمل أسماءهم منذ اندلاع الأزمة السورية.

0 تعليق

التعليقات