القاهرة | لأنّه عمرو دياب، قرر السير في الاتجاه المعاكس. كان بإمكانه أن يكون النجم الأول في أي لجنة تحكيم في برامج اكتشاف المواهب الغنائية التي عادت إلى الانتشار أخيراً عبر الفضائيات العربية. لكنّ «الهضبة» اختار أن يكون هو صاحب الأكاديمية ويختار بنفسه الصوت الأفضل والأقرب إليه من خلال «أكاديمية عمرو دياب». المشروع الذي طرحه قبل سنوات، دخل أخيراً مراحله النهائية.
كأي سباق مواهب، اقتصرت المرحلة الأولى على أن يرسل كل متسابق مقطع فيديو يؤدي فيه أغنية لدياب يختارها بنفسه. لكن المرحلة الأهم هي اختيار لجنة التحكيم المكوّنة من حميد الشاعري، وعمرو طنطاوي وعادل حقي. ومن بين 30 مقطع فيديو، ستختار اللجنة ثلاثة قبل أن ترسو على صوت واحد يشارك المطرب المصري الغناء في حفلة رأس السنة المقبلة.
بعدما كان يُفترض أن يكون الاختيار عبر جولات يقوم بها دياب في المحافظات المصرية، أسهمت الظروف الأمنية والإنتاجية في تحويل المشروع بالكامل على الإنترنت والفايسبوك من خلال الموقع الرسمي لدياب amrdiab.net وصفحته الرسمية على فايسبوك التي تضم أكثر من 4 ملايين معجب. وقد خرجت منها صفحة للأكاديمية انضم إليها قرابة 60 ألف. وتُعرض حالياً الفيديوات الـ 30 التي وصلت إلى المرحلة النهائية، على أن يسمح للجمهور بالتصويت واختيار الأفضل، لكن مع وضع آراء لجنة التحكيم في الاعتبار. علماً بأنّ المتسابقين ليسوا كلهم مصريين، فقد أسهم وجود الأكاديمية عبر الإنترنت في نجاح مشتركين عرب من المغرب وحتى إسبانيا.
خلف هذا المشهد، تقف محطة «دياب. أف أم» الإذاعية الإلكترونية التي أطلقها الفنان عبر الإنترنت في كانون الثاني (يناير) 2010، وتحمل كل برامجها أسماء أغنيات دياب. هنا يكمن المشروع المتكامل لصاحب «ما تخافيش». كل شيء يحمل اسمه. ولو سمحت له الظروف الإنتاجية، لأطلق ربما المسابقة عبر قناة فضائية. ومن بين الأغنيات التي اختارها المتسابقون لدياب «واحد مننا» و«نقول إيه» و«كنا حبايب». اللافت أنّ الأكاديمية نجحت في تعويض دياب عن الحفلات التي انحسرت بسبب الظروف الأمنية، وكان آخرها أمسية ألغتها وزارة الداخلية في إجازة عيد الفطر الماضي بسبب احتجاج جماهير «نادي الزمالك» على تأمين الحفل وعدم تأمين مباريات الفريق. هكذا، أجّل الفنان لقاءه مع الجمهور حتى عشية عيد الميلاد المقبل، أي في الأسبوع الأخير من شهر كانون الأول (ديسمبر). علماً بأنّه الحفل الذي سيظهر فيه المتسابق الفائز الذي سيكون أول خليفة معتمد لدياب الذي يحاول معظم شباب الجيل الحالي التأكيد أنهم امتداد لنجم الغناء في الأعوام الثلاثين الأخيرة. دياب لن يكتفي بالحفل المنتظر فحسب، بل سيطلق ألبوماً جديداً سيكون من إنتاجه بنسبة كبيرة وفق موقعه الرسمي. منذ انفصاله عن «روتانا» بعد ألبومه الأخير «بناديلك تعالى» (2011)، قرّر عدم التعاقد مع شركة جديدة، وخصوصاً أنّه نجح في تكوين كيان إنتاج صمد حتى الآن على مستوى الإذاعة الإلكترونية والأكاديمية وموقعه الرسمي عبر الإنترنت، فلماذا لا ينتج لنفسه ويضمن المستوى الذي قد لا توفره باقي الشركات التي تطمح إلى التعاقد مع «الهضبة»؟