دمشق | ذات مرة، سألت إحدى الصحافيات عابد فهد عن علاقته بالـ«آي باد» والـ«آي فون» وآخر صرعات التكنولوجيا الحديثة. ردّ النجم السوري بنفسه الساخر «لا أتعاطى إلا «السيتامول» أو «البنادول» في أفضل الأحوال»، في إشارة صريحة إلى أنّه لم ينسجم مع هذه التكنولوجيا ولم تستطع أن تأخذ أي مساحة من اهتماماته. مع ذلك، عاد ليصرّح مجدداً بأنّه لا يملك أي صفحات تخصه على مواقع التواصل الاجتماعي وأن استخدامه للإنترنت يقتصر على البريد الإلكتروني. لكن كما هي العادة، كان لمحترفي التزوير على صفحات تلك المواقع رأي آخر. لم يفلت نجم «الولادة من الخاصرة» من نسب تصريحات سياسية إليه من خلال صفحات تحمل اسمه على الفايسبوك وتويتر.
لكن أول من أمس، تجاوزت القصة حدودها الطبيعية عندما فوجئ رواد الموقع الأزرق بإحدى الصفحات تحمل اسم فهد وتضع صوراً غريبة له. هذا الأمر دفع نجم «الزير سالم» إلى الاتصال بـ«الأخبار» لينفي مجدداً أن يكون له أي حساب على الفايسبوك، ووجّه رسالة إلى منتحل اسمه قائلاً: «إذا كانت لديك شخصية، فأسّس حساباً خاصاً بك على مواقع التواصل الاجتماعي وعبّر عن نفسك من خلال اسمك، ولن تكون عندها مضطراً إلى التعدي غير المشروع على حقوق أحد». من جهة ثانية، ما زال بطل «الطريق إلى كابول» يقيم مع زوجته الإعلامية السورية زينة يازجي وعائلتهما في دبي بعدما قدّم أدواراً عدة متميزة في الموسم الرمضاني الفائت حاز فيها إعجاب عدد كبير من الجمهور، بدءاً من بطولته للجزء الثاني من «الولادة من الخاصرة»، مروراً باللوحات التي أدى بطولتها في مسلسل «بقعة ضوء». ها هو ينكبّ حالياً على اختيار أعمال يؤدي بطولتها، ويفترض أن نتابعها في رمضان 2013. لكن قبل ذلك، كان يُفترض أن يؤدي فهد بطولة فيلم «إسلام حنا» للمخرج صفي الدين حسن بعدما رشّح فهد النجمة سلاف فواخرجي لتقاسم دور البطولة معه. لكنّ الجهة المنتجة أساءت إلى فواخرجي من خلال تصريحات عدة، فاعتذرت الأخيرة عن عدم أداء الدور. هنا، ما كان من فهد إلا أن تضامن مع زميلته واعتذر أيضاً عن عدم المشاركة في الفيلم. لكنّه سرعان ما عاد ليتفق مع مخرج الشريط على استبعاد الجهة المنتجة حتى لو اضطر نجوم العمل إلى إنتاجه على حسابهم الشخصي لأنه يطرح فكرة مهمة جداً، وليس بالضرورة أن يهدف الشريط إلى الربح المالي وفق ما يصرّح بطل «هدوء نسبي». ويضيف أنّ العمل يغوص في قضية التعايش السلمي بين الأديان من خلال شخصية امرأة مسلمة تهجّر من منزلها وتلد طفلاً في حي غريب، لكنها تموت أثناء عملية الولادة، فيتبنّاه حنا، أحد رجال الدين المسيحيين المقيم في الحي ويطلق عليه اسم إسلام. لكنّه يربيه حسب أصول الدين الإسلامي المعتدل ضمن معطيات وطقوس مجتمعه المسيحي من دون أن يفلت من انتقادات المتطرفين.
من جانب آخر، يؤكد عابد فهد لـ«الأخبار» أنه سيؤدي دور البطولة في الجزء الثالث من مسلسل «الولادة من الخاصرة» لرشا شربتجي. وعن تطور شخصية المقدم رؤوف في الجزء الجديد، يقول: «دعونا لا نستبق الأحداث لأنني سأجتمع بكاتب النص سامر رضوان غداً وسأطلع منه على كيفية سير القصة واتجاه الأحداث في الجزء الثالث، وعندها يمكنني الحديث بشكل أكثر وضوحاً».
أما المفاجأة التي تنتظر جمهور الدراما السورية في الموسم القادم، فهي نية النجم السوري إنجاز مسلسل تاريخي ضخم يحكي قصة حياة الفيلسوف ابن رشد بعدما جسد دوره الفنان المصري نور الشريف في شريط الراحل يوسف شاهين «المصير». يفصح فهد بأنّ عينه على شخصية قاضي قرطبة منذ زمن، ولعلّه الوقت الأفضل اليوم لتجسيدها في مسلسل من ثلاثين حلقة. لطالما اعتبر أنّ المسلسل هو مشروعه الشخصي. لكنه ما زال يجري حالياً مباحثات مع الشركة المنتجة التي تميل إلى إنجاز مسلسل تاريخي عن شخصية أخرى «لكنّ الأمر سيحسم خلال الأيام العشرة المقبلة». هكذا يبدو عابد فهد مسكوناً بهاجس العمل من دون أن توفره حملات التزوير الإلكترونية، رغم جفائه المطلق للشبكة العنكبوتية.