عمان | واجهت الدراما الأردنية مشاكل كثيرة في قطاع الإنتاج، ولم يرتفع صوت الممثلين احتجاجاً إلاّ في الصيف الماضي، حين نفّذوا اعتصامات مفتوحة، طالبوا خلالها بالحصول على الحد الأدنى من حقوقهم. رفع الاعتصام، ولم يحدث شيء جديّ بشأن المطالب المحقّة التي رفعوا الصوت لتحقيقها حتى الآن. هكذا، شهد رمضان الماضي غياباً تاماً للدراما الأردنية عن الشاشات المحليّة والعربيّة، لكنّ الأوضاع تتجه إلى تحسّن على ما يبدو. فقد رصد المنتج عصام حجّاوي مبلغ مليوني دينار أردني (حوالى مليونين و825 ألف دولار) لتصوير سلسلة «حليميّات» المستمدة من أغنيات العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والمرشحة للعرض في رمضان 2013.
وقد صورت الحكاية الأولى بعنوان «قارئة الفنجان» من تأليف وفاء بكر في تعاونها الثاني مع المنتج بعد مسلسل «رعود المزن» المأخوذ عن قصة روميو وجولييت. ويتولى إخراج الحلقة الأولى من السلسلة الجديدة سائد بشير هواري، وتتوزع بطولتها بين حمد نجم، ولونا بشارة، وسهير فهد، وسحر بشارة، ورانيا سامي، وآلاء عطون، وسامي متواسي، وطارق زياد، ووسام البريحي.
وبذلك، يعود «حليميات» ليتصدر الإنتاجات التلفزيونية الأردنيّة التي تنفذ بتقنيات سينمائية، بعد حالة التقشف التي مر بها الفنان الأردني والدراما عامة، فيما سيكون لمحبي العندليب في الأردن والعالم العربي فرصة متابعة حلقات تلفزيونيّة أردنية مأخوذة من أغنياته، بعدما قرر المنتج حجاوي تجسيدها مع نجوم ونجمات من الشباب الواعد. وتدور كل قصة من السلسلة حول أغنية لعبد الحليم حافظ الشهيرة، وتبدأ بأغنية «حبيبتي من تكون»، تليها «قارئة الفنجان»، حتى تصل إلى 30 حلقة.
وأوضح المنتج عصام حجّاوي لـ«الأخبار» أن «العمل سينفذ بتقنية عالية، تتيح لنا المشاركة به في مهرجانات عربية ودولية»، مبيناً أن «كل حلقة مختلفة عن الأخرى، وتتناوب على إنجازها مجموعة من المخرجين الأردنيين». ورأى أن العمل يمثل فرصة كبيرة لضخ دماء جديدة من الفنانين، مع الاستعانة بمجموعة من الفنانين الكبار والمخضرمين، مشيراً إلى أنّ المسلسل هو جزء من دراما أردنية معاصرة، ستنطلق على الشاشات العربية بطريقة مميزة قريباً. وشدد على أهمية النهوض بالدراما الأردنية من خلال تأسيس مجلس أعلى للدراما إلى جانب تعاون القطاعين الخاص والعام لإقامة شراكة حقيقيّة بينهما في إطار من المسؤوليّة والحرص على ديمومة العمل الفني. وأكد أن هناك محاولات من بعض الفنانين والمنتجين لإعادة الإنتاج الأردني إلى مكانته بالتعاون مع نقابة الفنانين الاردنيين.
وبالعودة إلى «حليميات»، رأى حجّاوي أن فكرة المسلسل مناسبة لتحقيق أهداف عدة منها استرجاع أغاني الزمن الجميل، «حيث تعيدنا الأغاني إلى الرومانسية والمشاعر الجميلة، محاولة الاستفادة من الطاقات الشابة وضخ دماء جديدة في الساحة الفنية الأردنية على مستوى التمثيل والإخراج». وفق تصريحات سابقة لحجاوي، هناك «جيل مظلوم ومغبون ومهمل من الفنانين الموهوبين، لكن الظروف لا تسمح ببروزه»، معتبراً أن «هذه فرصة جيدة لتقديمهم، من دون أن ننسى جيل الفنانين الرواد والكبار، وبينهم جولييت عوّاد وعبير عيسى وجميل عوّاد». ويجري تصوير العمل في جبل اللويبدة في عمان القديمة.
تحكي إحدى الحلقات، وهي بعنوان «قارئة فنجان»، عن ربيع، الرسام الموهوب والرومانسي الذي نراه يجلس في البداية أمام عرافة، ويتحدث عن محبوبته التي ظهرت في حياته من دون سابق إنذار في حديقة الطيور، يجدها مليئة بالأسرار والغموض ويتعلق بها إلى حدود الهوس، ويرسمها في لوحة. وستقدم حلقات أخرى مأخوذة من أغنيات العندليب، منها «حبيبتي من تكون»، و«زيّ الهوا»، و«أبو عيون جريئة» و«توبة» و«أهواك» و«موعود» وسواها.