لطالما مدّت السينما الإسكندينافية المكتبة الأوروبية بأفلام من طراز رفيع، لكنّها كانت تصطدم بمعوقات اللغة، ما منعها من الانتشار السريع. بمبادرة من «متروبوليس أمبير صوفيل» والسفارة الدانماركية، سيشاهد الجمهور الللبناني نخبة من الأفلام الدانماركية التي أسهمت في تألق تلك السينما قصةً وأسلوباً. افتتاح «عيد الأفلام الدانماركية» يوم الأربعاء، سيكون مع العملاق لارس فون تراير.
فيلمه «أوروبا» (1991) الأخير من ثلاثية بالعنوان نفسه، ينتمي إلى الأفلام السوداء التي تكشف الحرب الجاسوسية داخل الحرب الكبرى، وهو الأكثر شهرة في السلسلة التي نالت إعجاب النقاد حول العالم. في هذا العمل، يضع الكاتب الأخلاقيات السياسية على طاولة النقد ضمن أسلوب فني مدهش قاده إلى نيل جائزة لجنة التحكيم في «مهرجان كان». الفيلم الثاني من توقيع توماس فينتربرغ. يتحدث «سابمارينو» (2010 ـ 27/9) عن قصة شقيقين يعيشان في الجزء المظلم من المجتمع الدانماركي الذي ينتمي إلى أكثر الدول الأوروبية رخاءً، ما عُدّ نقداً للنظام الدانماركي الذي يفاخر اقتصاديّوه بأنّه نموذج للعدالة الاجتماعية. ما يميّز العمل هو أسلوب المخرج الذي لم ينتج شريطاً يشبه الآخر حتى بات يصعب تحديد أسلوبه السينمائي. أما أيقونته فكانت «الصيد» (2012) الذي توقعنا أن يعرضه المهرجان، وخصوصاً أنّه أول فيلم للمخرج ينافس على السعفة الذهبية في «كان». ويتواصل المهرجان مع «الرئيس» (2011 ـ 28/9) لكريستوفر غولدبراندسن الذي يتحدث عن الرجل الذي أصبح أول رئيس لأوروبا بعكس ما يشتهي! يُعَدّ الشريط أحد أهم الأعمال السياسية العميقة التي تظهر آلية القيادة في الاتحاد الأوروبي واتخاذ القرارات، ويبيّن أسباب فشله في وضع حدّ للهيمنة الأميركية. الرائع غابريل أكسل حاضر في المهرجان عبر «مأدبة بابيت» (1987ـ 29/9) الحائز أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 1988 وجائزة «بافتا» عن الفئة ذاتها. الشريط المقتبس عن رواية إسحق دينسن، تجري أحداثه في القرن التاسع عشر في الدنمارك ويتحدث عن شقيقتين تعيشان في قرية معزولة ثم تنقلب حياتهما مع وصول لاجئة فرنسية اسمها بابيت إلى دارهما. يقدم الفيلم حقبة تاريخية ذهبية في الدانمارك وقد أُنجز بأسلوب إنساني رومانسي فيه الكثير من النوستالجيا، فضلاً عن تصويره الرائع الذي يظهر البلاد تحفةً فنية. ومن النوستالجيا إلى التسجيل، يأخذنا شريط «أرماديللو» (2010 ـ 30/9) لجانوس ميتز «الكاره للأميركيين» كما وُصف بعد إنجاز هذا الفيلم الذي ينتقد الحرب على الإرهاب ومشاركة القوات الدانماركية في الحرب على أفغانستان. بعد «أرماديللو»، يعرض الفيلم الكلاسيكي «الجوع» (1966 ــ 1/10) لهنينغ كارلسن المقتبس عن رائعة النروجي كنوت هامسن. والختام مع «نهضة فالهالا» (2009 ـ 2/10) لنيكولاس ويدينغ ريفن الذي يحمل بعداً فلسفياً إضافة إلى بعده الخيالي.



«عيد السينما الدانماركية»: من 26 أيلول (سبتمبر) حتى 1 ت1 (أكتوبر) ـ «متروبوليس أمبير صوفيل» ـ 01/204080