بعدما عرفه الجمهور اللبناني منذ تموز (يوليو) 2009 في برنامج النكات «لول»، قرر هشام حداد تغيير جلده والانطلاق من دون شريكته أرزة الشدياق، ليتحوّل من «محشش» إلى «حرتقجي» (عنوان برنامجه الجديد). هكذا، ودّع حداد البرنامج الذي شكّل حالة، واستطاع تحقيق نجاح كبير، وهو ما جعل lbci تخرج من أدراجها فكرة برنامج «كلمنجي»، ودفع mtv إلى إعداد برنامج «أهضم شي» مع ميراي مزرعاني حصري. وفيما كان مقرراً إطلاق البرنامج الجديد في الأيّام المقبلة، يبدو أن المحطة أجلت الحلقات حتى نهاية تشرين الأول (أكتوبر)، بسبب تأخير الديكور الخاص بالاستوديو. ويقع البرنامج في ساعة ونصف تقريباً، ومرشح للعرض ليلة الاثنين من كل أسبوع. يختلف برنامج «حرتقجي» تماماً عن الصورة التي تعرّف فيها الجمهور إلى حداد في «لول». هنا، لن يتنافس مع ضيوفه على إلقاء النكات التي كانت سمجة أحياناً، بل على الانتقاد الساخر لكل الأحداث التي تجري في البلد على مدار الأسبوع. يتقاسم هشام تقديم الحلقات مع شقيقه ماهر حداد، وهو صاحب تجربة يتيمة في التمثيل ضمن برنامج «أوفريرا»، ويتوليان معاً «الحرتقة» على السياسة والقضايا الاجتماعية والفنية. كذلك ظهرت في الحلقة التجريبيّة التي صوّرت أخيراً الممثلة الكوميديّة ليال ضو، لكن لم يحسم بعد، ما إذا كانت ستشارك في الحلقات، علماً بأن ضو لم تكن راضية عن ظهورها في الحلقة، وهو ما يقلّل فرص التعاقد معها على تقديم الحلقات المقبلة.
يضع هشام في حديثه مع «الأخبار» برنامجه في خانة «الكوميديا السوداء» ويشير إلى أنّه رغم أن بعض حلقات «لول» كان لها تأثير سلبي عليه، بيد أنّ تأثيرها الإيجابي كان كبيراً؛ إذ عرفه «لول» إلى الجمهور وكان سبب إطلالته على المسرح أيضاً مع ماريو باسيل وطوني أبو جودة وجنيد زين الدين وتاتيانا مرعب في «كوميدي نايت».
لكن هل تكون الموضوعية عنوان نهجه في النقد، وخصوصاً أنه ينتمي إلى محطة ذات توجه سياسي معروف، أم يوازن بين 8 و 14 آذار؟ يقول: «سأحرتق على كل القضايا التي تطاول المواطن من انقطاع التيار الكهربائي إلى الخطف والفن وسواها». وقد وضع هشام فكرة البرنامج الذي سيعدّه ويكتبه بنفسه في قالب تهكمي؛ لأن وصفه بالمتهكم هو الذي يفضله حداد، أكثر من وصفه بالكوميدي.
وفيما ينتظر الإفراج عن الموعد النهائي لإطلاق البرنامج، يستمر هشام حداد منذ آب (أغسطس) الماضي في تقديم عروض «كوميدي نايت» فيPlay Room Club في منطقة «نهر الموت» (بيروت) الذي يملكه ماريو باسيل. يقول هشام: «سنعرض أفكاراً كوميدية جديدة، وستستقبل الصالة ضيوفاً أمثال comedy night reloaded، وبيار شماسيان وفادي شربل وميشال أبو سليمان وجوزيان الزير.
ورغم أن هشام حداد تزوج أخيراً، إلا أنّه أكد أنّه لن يتخلى عن النكات، إذ يرى أنّ الباب مفتوح في أي وقت للعودة إلى «لول» بمواسم جديدة، علماً بأن أرزة الشدياق كانت مرشحة لتقديم برنامجها الخاص على الشاشة عينها، لكن المحطة رفضت أن تطلّ منفردة في برنامج خاص بها.
وقد تردد أن أرزة أبدت استياءها من الأمر، غير أن كلامها مع «الأخبار» بدا مختلفاً. فقد نفت ما تردد عن أنّها ستطل من خلال برنامج صباحي جديد، وأجابت ضاحكة: «قد يكون هشام قال هذا الكلام، لأنه شعر بتوبيخ الضمير لأنه سيقدم برنامجاً من دوني»، وأضافت: «هل من الممكن أنهم يعدّون لي برنامجاً من دون علمي؟».
على أي حال، يعطي هشام حداد موعداً مبدئياً لمشاهدي OTV، بعد نحو شهر من الآن، فهل ينجح في استقطاب جمهور كبير، يجعله نجم ليلة الاثنين، كما كان أيام «لول»؟ وما الجديد الذي سيحمله في إطلالته الجديدة؟