دمشق | تتحمّل المحطات السورية وزر الدفاع عن النظام وتلميع صورته البشعة. لكن يغفل كثيرون عن نهج محطة «العربية» التي قررت جهاراً نهاراً أن تتحول إلى بوق يوظّف كل طاقاته للدفاع عن النظام السعودي وتزوير الحقائق كرمى لآل سعود. هكذا، انتفضت القناة السعودية أول من أمس لتنفي ما أورده التلفزيون السوري عن منع الحجّاج السوريين من أداء مناسك فريضة الحج في مكة المكرمة هذا العام... قبل أن تنفي المملكة رسمياً ذلك أمس. لكنّ حقائق كثيرة تتكشف في تصريحات مصادر مسؤولة في وزارتي الداخلية والأوقاف السوريتين لـ«الأخبار»، إضافة إلى بعض المتقدمين للحج هذا العام، إذ تتقاطع على أنّ السعودية قررت عدم استقبال الحجاج السوريين هذا العام من دون إعلان الموضوع بشكل علني ومباشر، بل من خلال تجاهلها لطلبات الحكومة السورية المتكررة من أجل تحديد موعد لإرسال وفدها السنوي الذي ينسق مع الحكومة السعودية لرحلة الحجاج السوريين. وهو ما تفعله كل الدول التي ترسل حجاجاً سنوياً، إضافة إلى عدم وجود جهة معنية بإعطاء التأشيرات الخاصة بالحج في سوريا بعد سحب طاقم السفارة السعودية من دمشق وإغلاقها. فيما كان السبيل الوحيد للتواصل غير المباشر بالنسبة إلى السعوديين هو طلب مبلغ قدره 5 ملايين ريال سعودي للتأمين على الحجاج بعدما كان المبلغ لا يتجاوز 200 ألف ريال في السنوات السابقة. كل ذلك دعا الحجاج الذين يتجاوز معظمهم الستين عاماً إلى الدعاء على من كان السبب في حرمانهم من تحقيق حلمهم بزيارة أماكنهم المقدسة. ورغم أنّ بعضهم يعتبر أنّ النظام السوري يفبرك تلك الحجج لإحراج الرياض، إلا أن غالبية من التقتهم «الأخبار» أطلقوا صرخات الغضب في وجه خادم الحرمين الشريفين بعد تحوله، بحسب أحد الحجاج، إلى «رقيب على الكعبة يستثمر مكانتها الدينية ليخوض معاركه السياسية ضد النظام السوري». فيما اعتبرت سيدة أربعينية كانت تنتظر رحلة عمرها مع والدها أنّ «الخطوة مسيئة للرسول أكثر من الفيلم الذي تم تداوله أخيراً».