لا شيء في إعلان حفلة خالد الهبر يوحي بالمناسبة التي يقام الموعد لأجلها. غير أن جمهور الهبر يدرك تماماً أنها إحياءٌ لذكرى عزيزة على قلبه: ثلاثون انطلاق «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» (جمّول). الفنان الخمسيني الملتزم، والصابر على التزامه بسهولةٍ تؤمّنها القناعات الراسخة، يعود إلى خشبة مسرح «قصر الأونيسكو» للمرة الثانية هذه السنة، بعد حفلة أولى في 1 أيار (مايو ـ عيد العمال)، لا يتعارض توقيتها في الجوهر مع لقاء الليلة. في الشكل والمضمون، تتشابه إطلالات خالد الهبر لأسباب كثيرة أولها خطه السياسي الواضح، أي اليسار المعادي لإسرائيل أولاً، ولشتى أشكال الظلم والاستغلال والاضطهاد والقمع دائماً. خطّه الفني واضحٌ أيضاً، كون أغنيته تستمدّ نصوصها من الخط السياسي/ الاجتماعي بشكل مباشر. أضف إلى ذلك أنّ هذا الكلام ينطبق على الهبر منذ السبعينيات. والسبب يعود إلى أن التغييرات التي أحدثها في مشروعه الفني لم تطَلْ العنوان العريض: القضية الفلسطينية والقضايا الإنسانية، وذلك بخلاف معظم زملائه في جوقة فناني اليسار الذين غيّبوا هذه العناوين اليسارية العربية أو الأممية، بحجة تطوير «أدواتهم الفنّية» منذ مطلع التسعينيات
، أي عندما أتاح سكوت المدفع المجال أمام الاستثمار العربي/ الخليجي أو الغربي/ المستشرق أو اللبناني/ المسْتخلِج الذي استهدف الأقلام والأوتار قبل العقارات والشركات.
إذاً خالد الهبر والفرقة في «الأونيسكو» الليلة ضمن برنامج يضمّ، كالعادة، القديم والحديث نسبياً والجديد كلياً، بالإضافة إلى مقطوعتيْن موسيقيتيْن من تأليف ريان الهبر، واحدة بعنوان «ألبان وأجبان» وأخرى من دون عنوان. سنسمع أيضاً «آه يا ديني»، و«رنا»، و«بشارة»، و«مش هيِّن»، و«من زمان كتير»، و«أبانا»، و«عائد إلى حيفا»، و«أصنام العرب» وغيرها. في الشق الجديد من البرنامج، نسمع أغنية بعنوان «اتركولي الكاس» (كلمات وألحان ريان الهبر) وأخرى بعنوان «ما تنسوا»، نكتفي بذكر طرفيْ نصها لتبيان معناها العام. تقول بدايتها: «على راسي الربيع/ وكل فصول السنة»، ونهايتها: «فلسطين القضية/ فلسطين الهوية/ فلسطين اللحن الحلو/ لمَطلع غنّية/ ما تنسوا فلسطين». كذلك، يتخلل الأمسية عملٌ جديد، هو بمثابة تحية ذات نص مختصر في ذكرى «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» من كلمات ريان وألحان خالد.



خالد الهبر: 8:30 مساء اليوم ــــ «قصر الأونيسكو» (بيروت) ـــ للاستعلام: 03/402649