القاهرة | قدمت المخرجة إيناس الدغيدي بين العامين 2000 و2012، خمسة أفلام آخرها «مجنون أميرة» منذ ثلاث سنوات لكنه لم يحقق نجاحاً. رغم ذلك، ظلت صاحبة «مذكرات مراهقة» تحت الأضواء بسبب تصريحاتها المثيرة للجدل في القضايا الدينيّة. وبعد فترة من الصمت سبقت وصول محمد مرسي إلى القصر الرئاسي، لم تطلق خلالها أي تصريح مضاد للتيار الإسلامي، عادت لتثير الجدل بإعلان نيتها دخول الدراما التلفزيونيّة على خطى الدراما التركيّة.
هكذا اعترفت بشكل غير مباشر بأن عودتها إلى السينما قد يكون أمراً صعباً في المرحلة الحالية، لأنّ مواضيع أفلامها لن تجد الصدى الطيب، خصوصاً أنّ الفيلم الذي تحضره منذ عامين بعنوان «الصمت»، يدور حول زنى المحارم، ويطرح قضايا شائكة كانت المخرجة الوحيدة التي تجرأت على تقديمها في السنوات العشرين الأخيرة.
إذاً، ستدخل الدغيدي عالم التلفزيون من خلال رواية «رمزة» التي كتبتها المصرية قوت القلوب الدمرداشية (1892 ـــ 1968)، وهي تكاد تكون الكاتبة الوحيدة التي لم يعرفها المصريون لأنها كتبت رواياتها بالفرنسية. هكذا، سيكون مضمون العمل مختلفاً بحسب الدغيدي، «لكن الأجواء لن تكون كذلك لأن أحداث الرواية تدور في كواليس القصور العثمانيّة، وهو ما جعل مخرجة «الباحثات عن الحرية»، تبشر المشاهدين بأنهم سيرون النسخة المصرية من الدراما التركيّة «حريم السلطان» الذي حقق نجاحات في الفضائيات العربيّة والمصريّة، وما زال يعرض منذ عام ويدور بالكامل في قصر الخليفة العثماني وسط حشود الجميلات والجواري. وعهدت الدغيدي إلى السيناريست المخضرم مصطفى محرم كتابة السيناريو والحوار وهو صاحب خبرة كبيرة في المسلسلات التي تدور في هذه الأجواء حيث قدم للدراما المصرية مسلسلات «عائلة الحاج متولي» و«زهرة وأزواجها الخمسة» و«سمارة».
ونقل عن الدغيدي أنها توجه رسالة من خلال عملها الجديد إلى الإخوان المسلمين، تعبّر فيه عن رفضها العودة إلى «عصر الجواري»، وأنّ المرأة تتمرد وتنتقم. وقالت الدغيدي إنّها رشحت كلاً من إلهام شاهين وهند صبري لبطولة العمل الذي سينتجه هشام شعبان. ولم تكشف عن موعد انطلاق التصوير وما اذا كانت ستكتفي بثلاثين حلقة أم ستسير على خطى الدراما التركية، وتقدم 100 حلقة وأكثر. ويدور العمل حول جارية متمردة تدعى رمزة (هند صبري)، تحاول الخروج عن تقاليد عالم الجواري، وتجمعها قصة حب بأحد أفراد قصر الخديوي توفيق، كما استقرت على إلهام شاهين لتقوم بدور أم رمزة وهي الجارية التي وقعت في الأسر في تركيا، وجاءت إلى مصر في عصر الخديوي اسماعيل.
اليوم، تخطو إيناس الدغيدي خطواتها الأولى في عالم الدراما التلفزيونية، في عمل كانت تخطط لتقديمه في السينما منذ 15 عاماً، فهل تنجح صاحبة «عفواً أيها القانون» في أن تثبت تميّزها في تقديم دراما مختلفة بمذاق تركي؟ وهل ستثير الجدل في التلفزيون، كما فعلت في السينما طيلة مسيرتها؟