يبدو أنّ زيارة البابا ستنشر بركاتها بين اللبنانيين الذين أجّلوا خصاماتهم الى ما بعد هذه الزيارة/ الحدث. وسائل الإعلام المحلية، وتحديداً المرئية، ستتوحد على شاشة واحدة لثلاثة أيام، ستتكاتف وتتعاون في ما بينها لمواكبة تغطية محطات هذه الزيارة التي تأتي في إطار من الغليان السياسي وأسئلة تتعلق بالوجود المسيحي في المنطقة: إذاً لا منافسة، لا استماتة على سبق صحافي، فالاتفاق أنجز بين المحطات تحت عباءة «المركز الكاثوليكي للإعلام». لن يميز المشاهد القابع أمام الشاشة بين أي محطة، لن يحتاج الى «سلاحه» المعتاد: الريموت . ثلاثة أيام من النقل المباشر الحي منذ وصول الحبر الأعظم لغاية مغادرته. الصورة واحدة لدى الجميع، تعديل في البرمجة المعتادة، «تخرقها» بعض التحقيقات والتقارير عن البابا ضمن نشرات الأخبار وخارجها.
ارتأت «إن. بي. إن» أن تسير وفقاً للبرنامج الرسمي للزيارة «فلا يوجد شيء أكثر أهمية من الحدث نفسه كي نقوم به» يقول رئيس مجلس الإدارة ومدير الأخبار قاسم سويد. كبقية التلفزيونات، ستبث nbn الوثائقي الخاص الذي وزِّع عن زيارة البابا مع استضافة شخصيات دينية وسياسية في البرامج الصباحية والمسائية، بالإضافة الى انتشار الفريق الإخباري على الأرض. أما «المنار»، فتنقل مجريات الحدث مباشرة، وتفسح المجال لتقارير خاصة عن الإرشاد الرسولي والبابا الراحل يوحنا بولس الثاني في نشراتها الإخبارية، وفق ما يشرح مدير الأخبار علي الحاج يوسف، قائلاً إنّ الفريق الإخباري سيستنفر مواكبةً للزيارة مع انتشار المراسلين عند كل نشاط. ولن تختلف تغطية «الجديد»، باستثناء النقل المباشر والتحقيقات والتقارير التي ستعرض ضمن نشرة الأخبار.
«كل لبنان ناطرك» بهذا الشعار أحبت «المستقبل» الترحيب بالضيف الاستثنائي. يشرح مدير الأخبار حسين الوجه أنّ الشاشة الزرقاء عدلت برامجها الصباحية منذ الأربعاء الماضي لتتناسب مع أجواء الزيارة. كما ستفرد بولا يعقوبيان حلقة خاصة بالبابا، لافتاً الى أنّ أكثر من 150 مراسلاً جُندوا لمواكبة الحدث.
وكما واكب تغطية زيارة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عام 1997 على شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، سيخوض الإعلامي بسام برّاق التجربة عينها ويواكب هذه الزيارة عبر برنامج خاص على مدى 3 أيام، يستضيف فيه شخصيات ذات صلة بالحدث، بالإضافة الى توليفة قامت بها LBCI لأفلام خاصة بالبابا، وتذكر بكل الزيارات البابوية السابقة للبنان، كما يشرح مدير البرامج طوني كرم الذي رفعت محطته شعار «زيارتك لَعِنّا... أمل إلنا». المسار الاعتيادي الذي سلكته المحطات المذكورة لا يسري على mtv وotv. القناتان أبرزتا اهتماماً لافتاً بالزيارة. خصصت «إم. تي. في» 10 أفلام وثائقية تضيء على حياة البابا ومسيحيي الشرق. يقول مدير العمليات في القناة فرنسوا زيادة إنه تم تنفيذ عملين ترويجيين، كاشفاً عن توقف البرمجة المعتادة في المحطة واستبدالها باستوديو الأخبار الذي سيستضيف شخصيات دينية ومدنية. أما الشاشة البرتقالية، فأنتجت كليباً لنشيد خاص بالبابا (كلمات الشاعر هنري زغيب وألحان الياس الرحباني)، ودمغت شاشتها بشعار «معك الشرق يصلّي». أما «الميادين»، فستقرع أجراسها، وقد جنّدت برامجها المعتادة للحديث عن الزيارة من «حوار الساعة» إلى «في الميادين»، الى جانب تخصيص القناة ملخصاً عن الزيارة، كما تشرح المنتجة المنفذة نيكول كاماتو. ويكشف مدير الأخبار سامي كليب أنّ هناك 20 تقريراً حول الفاتيكان، والقدس، وأملاك الفلسطينيين. كما ستشمل التقارير الحديث عن مسيحيي العراق والأقباط، وتخصيص 5 ندوات يومية تتناول الزيارة والربيع العربي مع شخصيات سياسية وفكرية ودينية.



عجبي! | بسمنة أو بزيت؟

قرّر «المركز الكاثوليكي للإعلام» توزيع محاور تغطية زيارة البابا على القنوات، بمعنى تولي كل محطة البث المباشر، لكن من دون أن يشمل ذلك بروز اللوغو، بحيث تبث صورة موحدة لدى الجميع. هكذا انحصرت تغطية وصول البابا ومغادرته بـ«تلفزيون لبنان»، وتوقيع الإرشاد الرسولي وتغطية لقاء الشبيبة بالحبر الأعظم بـ mtv. أما otv، فستتولى نقل إزاحة الستار في البطريركية الأرمنية في بزمار، وستنقل «تيلي لوميار» اللقاء مع الكنائس غير الكاثوليكية، أما انتقال البابا من حريصا إلى بيروت فستنقله باقي المحطات («الجديد»، «أن. بي. أن»، وLBCI).