«يا بختك يا ميقاتي»... لعلّها المرة الأولى التي يحسد فيها اللبنانيون نجيب ميقاتي على تويتر وفي مواقع التواصل الاجتماعي. رئيس الحكومة اللبناني، ووزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، ووزير التربية والتعليم العالي حسان دياب استقبلوا أمس سفيرة النيات الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنجلينا جولي في السرايا الكبيرة. كان الفايسبوك أول من دقّ الناقوس عبر نشر خبر وصول النجمة الهوليوودية إلى بيروت.
تعليقات حسدت رئيس الحكومة ووزيريه، وأخرى نشرت صوراً مدّعية أنّ الممثلة الأميركية عبرت شارع الحمرا، وأخرى دعت نجوم العرب إلى الاقتداء بحبيبة براد بيت.
كلٌّ غنّى على ليلاه وظلّت أنجلينا هي الحدث بلا منازع. بشعرها المسدل، وثيابها البسيطة وابتسامتها «المدروسة»، خطفت الأضواء من القضية التي تحملها من الأردن إلى بيروت.
بعدما زارت مخيم «الزعتري» على الحدود السورية الأردنية لتفقد أحوال اللاجئين السوريين، حطّت في العاصمة اللبنانية في زيارة خاطفة بلبلت الإعلام. وبعدما زارت العائلات السورية في القرى الحدودية وفي بعض المدارس الرسمية، ومدرسة Save The Children في شمال لبنان، أقامت مؤتمراً صحافياً في السرايا الحكومية، تصدّره شكرها للّبنانيّين.
بكت في مخيم الزعتري على أحوال السوريين، ووجّهت هنا تحية إلى الشعب اللبناني وأبلغته تأثّرها بـ«كيفية استقبال العائلات اللبنانية للاجئين السوريين في منازلها».
وتابعت: «أدرك أنّ الشعب اللبناني يواجه مشاكله الخاصة، ووضعه الاقتصادي الصعب، لذا يكتسي هذا السخاء وهذا اللطف أهمية أكبر في ظل هذه الظروف، وآمل أن يعي العالم ذلك»، شدّدت على أنّها تأثّرت «بلقاء ثلاث نساء وأطفالهن كانوا قد عبروا الحدود وحدهم وهم يشعرون اليوم بالامتنان. وأرادوا أن أعبّر لكم اليوم عن شكرهم». اللافت في «مسز سميث» أنّها لم تغرق في الرمال المتحركة للسياسة اللبنانية.
عرفت انتقاء عباراتها القليلة خلال المؤتمر كاستخدام «أحداث العنف» والتركيز على الشقّ الإنساني. لم نجد مفردات قد تقسم اللبنانيين والسوريين والعالم... فجمعت «المجد» من أطرافه.
وتشارك انجلينا جولي في مهرجان فيلم «الميزان الذهبي الدولي»، الذي تنظمه كلية الحقوق في جامعة أسطنبول بالتعاون مع رئاسة بلدية «بشاك شهير» في العاصمة التركيّة، ولكن قبل ذلك ستزور اليوم، ستحطّ جولي في تركيا، حيث ستتفقّد اللاجئين السوريين في مخيمات هطاي (جنوب تركيا). وكانت صحيفة «راديكال» التركية قد تساءلت أمس: هل ستزور جولي مخيم «أبايدن» الذي يؤوي العسكريين السوريين؟ علماً بأنّ هذا المخيّم الذي عزلته الحكومة التركية أثار الكثير من الجدل أخيراً، بعدما اتّهمت المعارضة الحكومة بتدريب العسكريين السوريين هناك...
فهل ستدخل «لارا كروفت» المخيّم؟