القاهرة | سينتظر عادل إمام في منزله. لن يذهب إلى المحكمة اليوم، بل سيعرف الحكم من التلفزيون أو بمكالمة هاتفية من محاميه لبيب معوض. لكن هذه المرة، سيكون الحكم نهائياً، إما أن يحصل على البراءة، أو يواجه الحبس لمدة ثلاثة أشهر (الأخبار 26/4/2012).
الشرطة التي حمت «الزعيم» على مدار أكثر من عشر سنوات هي نفسها (ترافقه حراسة خاصة من وزارة الداخلية بناءً على قرار من رئيس الجمهورية المخلوع حسني مبارك) التي ستكون مكلفة إلقاء القبض عليه في حال صدور قرار من محكمة «جنح مستأنف الهرم» بتأييد حبسه لمدة ثلاثة أشهر بتهمة ازدراء الأديان في الأفلام والمسرحيات التي قدّمها في الماضي (أفلام «حسن ومرقص» و«الواد محروس بتاع الوزير»، و«مرجان أحمد مرجان»، و«طيور الظلام» و«الإرهاب والكباب»، و«الإرهابي» ومسرحيتا «الزعيم» و«الواد سيد الشغال»).
عند صدور حكم أول درجة بحبس الممثل المخضرم، لم تنفذ الشرطة الحكم وتقبض عليه رغم إقامته في قصره في المنصورية، إذ يوجب القانون على رجال الداخلية القبض على أي متهم يصدر بحقه الحكم في قضية جنحة كما حدث مع إمام. لكنّ الحكم صدر يومها مساء خميس، فيما الجمعة والسبت إجازة في مصر، ثم قدّم إمام طعناً فيه يوم الأحد، لكن الشرطة لم تتحرك ولم تقبض عليه.
اليوم، يتوحّد الفنانون لمواجهة أكبر خطر يحدق بهم. «جبهة الإبداع المصري» دعت إلى وقفة أمام المحكمة للمطالبة ببراءة نجم «طيور الظلام» دفاعاً عن حرية الإبداع، وهي الدعوة التي تحظى بدعم الفنانين والمخرجين ونقابة الممثلين، إذ سيحضر عدد من الفنانين للمطالبة ببراءة إمام وتأكيد حرية الإبداع، وسط استمرار المخاوف من تقيدها بعد وصول الإخوان إلى سدة الحكم.
وعلى الرغم من جلوسه مع الرئيس محمد مرسي في لقاء الفنانين الأسبوع الماضي (الأخبار 8/9/2012)، إلا أنّ نجم «فرقة ناجي عطا الله» لم يتحدث عن قضيته، بينما كان يدرك جيداً أنه بعد أقل من أسبوع من دخوله القصر الجمهوري، قد يصير إلى جوار الرئيس أيضاً، لكن المخلوع في «سجن طره» حيث سيقضي عقوبة السجن خلف القضبان.
لبيب معوض، محامي عادل إمام، أكد لـ«الأخبار» ثقته ببراءة موكله، مستنداً إلى مرافعته خلال الجلسة الماضية، إذ قدّم ما يثبت أن الأعمال التي يدّعي مقيم الدعوى أنّه تضرر منها وأساءت إلى الإسلام وازدرت الأديان، قد حصلت على موافقة من قبل هيئة الرقابة على المصنفات الفنية وأنها لم تسئ إلى أحد.
وأوضح لبيب معوض أنه هدف في مرافعته التي قدمها أمام المحكمة خلال الجلسة الماضية إلى سدّ جميع الثُّغَر القانونية التي استند إليها القاضي في الحكم السابق، مضيفاً أنّ ما أوصلهم إلى الدرجة الأخيرة من التقاضي هو عدم معرفة موكله بوجود الدعوى في الأساس وتفاجئه بصدور الحكم بحبسه، ما جعله يبحث عن مكان إقامتها كي يطعن في الحكم.
عسران منصور، المحامي الإسلامي الذي رفع الدعوى على عادل إمام، أكّد أنّه لم يكن هدفه استقطاب الأضواء والشهرة كما يحاول الفنانون الترويج، بل قال إنّه كان أحد المتضررين من أعمال إمام الفنية التي «يظهر فيها الإسلاميون وأصحاب اللحى على أنّهم إرهابيون لا يعرفون المعنى الصحيح للدين»، مؤكداً أنّه سيحدد خطواته المستقبلية في هذا الإطار بناءً على قرار المحكمة اليوم.