دمشق | «لا يخسر إلا من يموت ويتهجّر» باتت هذه الجملة هي الحكمة المتداولة بين الكثير من السوريين وتأتي كنوع من الدلالة المباشرة على ما يعيشونه من أوضاع صعبة، مدركين أنّ بلادهم أضحت ميداناً لمعركة دولية تدور رحاها على أرضهم بما فيها الجولات الإعلامية التنافسية بين مؤيد للنظام ومعارض له.
هكذا، بدا للمهتمين بالشأن السوري أنّ الجهات المعارضة للنظام كسبت أخيراً جولة كبيرة على مستوى التنافس الإعلامي بعدما قرّرت إدارتا «عربسات و«نايلسات» حجب الفضائية والإخبارية السورية وتلفزيون «الدنيا» عن البث على هذين القمرين (الأخبار 6/9/ 2012). لكن على الرغم من أنّ تلك الفضائيات حجزت لنفسها تردّدات بديلة على أقمار أخرى، إلا أنّ الأمر لم يتوقف هنا. «نايلسات» هو القمر الأكثر مشاهدة في الوطن العربي، لذا كان لا بد من البحث عن بديل جديد على القمر ذاته. هكذا، فوجئ المشاهدون منذ يومين بمحطة سورية جديدة تبث على تردد تلفزيون «الدنيا» سابقاً على «نايلسات» وتحمل اسم «سما». لكن سرعان ما تبين أنّها محطة «الدنيا» ذاتها، لكن بلوغو مختلف مع استمرار نشرات الأخبار وبعض الفقرات بما فيها فقرة التضليل الإعلامي التي يبالغ معدّها ومقدمها سالم الشيخ بكري في استعراض خفة ظله وهو ينتقد التضليل الإعلامي الذي تمارسه المحطات الإخبارية الأخرى. ولعلّ هذه الخطوة جاءت بعد الاتفاق مع إدارة «نايلسات». من جهة أخرى، علمت «الأخبار» أنّ «الدنيا» تستعد لإطلاق قناة جديدة تحمل اسم «عرب»، على أن تبث برامج فنية واجتماعية عدة، وقد تأخذ طابعاً إخبارياً بسيطاً يمكّنها من إيصال رسائلها السياسية من دون أن تخسر المشاهدين المهتمين بمتابعة الدراما السورية على سبيل المثال. كذلك، تستعد «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» لإطلاق محطة منوعة جديدة تحمل اسم «التلاقي»، على أن تكون القناة منوعة وشاملة ولا تغفل الشأن السوري على الصعيد السياسي والإخباري. على أمل أن تكون هذه المحطة منافسة فعلاً على مستوى عربي وتتمكن من خلال دورة برامجية قوية من حجز مساحة مهمة لها بين المشاهدين. وقد باشرت إدارة التلفزيون السوري في انتقاء فريق العمل لهذه المحطة ومن بينهم مجموعة من المخرجين وطاقم من المذيعين الشباب الذين تم تعيينهم أخيراً.
إذاً، يبدو أنّ الإعلام السوري يبحث عن البدائل ويجدها في أسرع وقت... ويبقى السؤال عن مدى الاحترافية التي ستبديها هذه الوسائل الإعلامية، وهذه النقطة بالتحديد يتخوف منها كثيرون، خصوصاً بعد تجربة المحطة الإخبارية التي حطمت الرقم القياسي في مدة البث التجريبي.