دمشق | لم ينتبه أحد إلى الدور اليتيم الذي أطلت فيه مي سكاف في رمضان من خلال مسلسل «عمر». أدّت ببراعة شخصية هند بنت عتبة، لكنّ الدور لعبته سكاف قبل أن تشتد وطأة الأحداث في سوريا. مع ذلك، يبقى اسم الممثلة السورية مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالانتفاضة منذ اندلاع الشرارة الأولى للاحتجاجات. بطلة «العبابيد» كانت قد خطفت الأضواء منذ أن دعاها رئيس حركة «فلسطين حرة» ياسر قشلق إلى حوار وطني أقيم بحضور مجموعة من الفنانين السوريين. عندها، اعترضت سكاف على الدعوة لكونها صُوّرت للمدعوين على أنّها برعاية وزارة الإعلام السورية. وفي حقيقة الأمر، لم يكن لوزارة الإعلام السورية أي علم بذاك اللقاء. يومها، احتدت الأجواء عندما اعترضت سكاف على كلمة قشلق، الذي رأى أنّ الثورة المصرية مجرد انقلاب. وكانت نهاية هذا اللقاء مرافعة نارية قدّمتها سكاف أمام عدسات الكاميرات التي تجمهرت حولها في بهو فندق «الشيراتون» في دمشق، وهي توجه كلامها إلى المخرج والمنتج نجدت أنزور (الأخبار 24/5/ 2011). يومها انتشر مقطع فيديو يصوّر الموقف وتم تداوله بكثرة، وقد ظهر ممهوراً بجملة تطلق على سكاف لقب «فنانة الثورة». طبعاً كل ذلك قبل أن تقود تظاهرة المثقفين السوريين الشهيرة التي انطلقت من أمام مسجد الحسن في حي الميدان الدمشقي، وتدفع بنفسها إلى الاعتقال مع زملائها في فرع الأمن الجنائي في دمشق. دام هذا الاعتقال ثلاثة أيام خرجت بعدها سكاف في زيّ المناضلة، وذهبت إلى الحد الأقصى في مسيرة دعمها للثورة السورية قبل أن تغادر البلاد. بعدها، عادت إلى الأضواء عندما كتبت على صفحتها على فايسبوك أنها اشترت بيجامات وأحذية وتلفزيوناً وبراداً للأطفال اللبنانيين اللاجئين إلى سوريا أثناء عدوان تموز (يوليو) 2006. وطالبت السيد حسن نصر الله شخصياً إما «بإعادة المبلغ أو بسحب شبيحته من سوريا». ما أثار موجة غضب ضد سكاف (الأخبار 22/2/ 2012). اليوم تعود صاحبة «معهد تياترو لفنون الأداء» إلى الواجهة، بعدما قررت النيابة العامة في دمشق توجيه اتهامات إليها بالتحريض على القتل ومحاكمتها وفق قانون مكافحة الإرهاب الجديد الذي يهدف إلى تكميم الأفواه قبل أي شيء آخر. وقد تناقل أمس ناشطون سوريون، على رأسهم المعارض منذر خدام، نص الاتهام الموجّه إلى الممثلة السورية مع التعبير عن التضامن مع سكاف، التي ملأت صورتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. كأن التهمة التي لم يفهم سببها تعيد إلى الفنانة جماهيرتها وتجعلها تحصد شعبية مجدداً بناءً على مواقف سياسية لا على أدائها أدواراً تنال القبول.


بيان «معاً»

أصدرت حركة «معاً من أجل سورية حرة وديموقراطية» بياناً جاء فيه «نحن في «حركة معاً» في الوقت الذي نعلن فيه تضامننا التام والكامل مع زميلتنا مي (سكاف)، فإننا ندين هذا الإجراء التعسفي بحقها، ونطالب بإلغائه فوراً. إنّ «حركة معاً» التي سلاحها الكلمة الصادقة والموقف الشجاع والدور المشرف الذي تؤديه تجاه شعبها، لن ترهبها مثل هذه الإجراءات التعسفية، وسوف تظل أمينة لنهجها… الارهابي الحقيقي
هو الذي رد ولا يزال يرد على مطالب الشعب السوري المشروعة
بالرصاص، ويرتكب بحقه المجزرة تلو المجزرة. الحرية لسورية
وشعبها».