«باب الخروج» ليست مجرد رواية بل مغامرة جديدة في عالم السرد أو «حالة خاصة» حسب تعبير عز الدين شكري فشير. تحكي عن الثورة التي لم تقع بعد. إنّها رواية «نبوءة»، إذ يكتب عن بطل الرواية علي وابنه وعمله كمترجم للرئيس، وأحداث الثورة وصولاً إلى عام 2020 بعد أن تكون قد مرّت سنوات من الارتباك وتبدأ القوى المدنية في تسلم السلطة وينتهي الحكم العسكري والديني.
تخوفات كثيرة انتابت فشير قبل أن يشرع في الكتابة أهمها أن تتحول الرواية إلى «حدوتة» سياسية مملّة كأنك «تكتب سيناريوهات مفترضة لصراع سياسي لا عملاً فنياً روائياً. الخوف الثاني ألا يقرأها أحد بعد خمس سنوات، بعد أن تكون الدنيا قد تغيرت، وقررت أن أفعل مثل علي بطل الرواية عندما قال: أنا مش سيدنا الخضر. لا أعرف ماذا سيحدث بعد خمس سنوات». كانت المغامرة الأكبر أنّ أحداث الواقع المصري المتسارعة تتجاوز الخيال إلى حد «العبث» كما يقول. لكنّ الخيال ليس مجرد «فقاعات هواء، بل محاولة لقراءة سلوك كل الأطراف الفاعلة في الواقع السياسي. ولو اختلفت تصرفاتهم، ستختلف الرواية». يضيف: «لو سألني أحد: هل هذا ما سيحدث في مصر؟ فسأقول له: لو تصرفت كل الأطراف بالطريقة نفسها خلال العام ونصف العام الفائتين، فهذا ما كان سيحدث». في الرواية، استخدم عز الدين شكري فشير شخصية ديكتاتور أطلق عليه اسمه «عز الدين فكري»، ما جعل البعض يربط بينهما. يضحك: الجميع يسألني بعد كل رواية: من أنت في شخصيات الرواية؟ هذه المرة قلت سأريح الجميع، وسأضع اسمي بالكامل. في التخطيط الأول، كان اسمه عز الدين شكري قبل أن أحوّله إلى عز الدين فكري، وزوجته أسماء، وأستاذ في الجامعة الأميركية، وحصل على الدكتوراه من كندا. لكن في الواقع، لستُ وزيراً للداخلية ولن أكون، كنت أحاول أن ألعب مع القارئ». يضحك: «الناس يتصوّرون أن الديكتاتور شخصية منحرفة نفسياً في الأصل. عبر شخصية عز الدين فكري، كنت أريد أن أجيب عن سؤال: كيف يمكن أن يتحول شخص ديموقراطي إلى ديكتاتور. وفي الواقع، هذه الشخصية قريبة جداً من شخصية روبسبيير في الثورة الفرنسية، كان ليبرالياً ضد عقوبة الإعدام، مؤمناً بالحريات وأكثر الثوريين نقاءً. لكنّه هو الذي قاد حكم الرعب». نهاية الرواية جاءت بانتصار القوى الديموقراطية بعدما توحّدت. لكن كان ذلك عام 2020 أي بعد 9 سنوات من قيام الثورة، هل هذه نبوءة؟ يضحك: «ربما يحدث ذلك قبل هذه الفترة، ربما. لكن كمحلل سياسي أنت أمام ضفائر واقع، كل ما تفعله أن تضفر هذا الواقع. الواقع يقول إنّ الثورة ستنتصر في هذا التاريخ». لكن هل يمكن أن يكتب هذه الرواية اختصاصي في العلوم السياسية؟ يجيب: «بالتأكيد، أي شخص لديه حساسية وفهم سياسي للواقع والأطراف يمكن أن يكتب هذه الرواية».