دمشق | استمراراً لمسلسل الرعب اليومي الذي يعيشه الإعلاميون السوريون، تعرّض المخرج والمنتج السينمائي السوري ومدير مهرجان «دوكس بوكس» عروة نيربية للاعتقال أول من أمس عندما كان متوجهاً إلى مصر. وكانت عائلته قد أعلنت اختفاءه في «مطار دمشق الدولي» يوم الخميس، بينما كان في طريقه لحضور احتفالية ثقافية في القاهرة وفق ما نقلت عنها وكالة «فرانس برس». ونقل معارضون سوريون عن والد السينمائي السوري أنه فقد الاتصال بابنه بعد فترة وجيزة من وصوله إلى المطار. بينما أكدت شركة الطيران التي كان يُفترض أن يسافر نيربية على متنها أنّه لم يصل إلى طائرته، ما يعني أنّ الأمن السوري قد اعتقله. وهذا ما أعلنته المخرجة زوجته ديانا الجيرودي عبر صفحتها على فايسبوك، حين كتبت «زوجي المنتج السينمائي السوري ومدير مهرجان «دوكس بوكس» في سوريا عروة نيربية الذي كان متوجهاً إلى القاهرة في الخامسة مساءً من يوم 23 آب 2012 مختف».
وبحسب الخطوط الجوية المصرية، فإنّ عروة لم يصعد إلى متن الطائرة، ما يشير إلى أنه قد اعتقل في «مطار دمشق الدولي». طبعاً، منذ بدء الحراك في سوريا، كان عروة نيربية من أوائل الداعمين له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً الفايسبوك. لكنّه لم يذهب إلى الحلول المتطرفة التي تعرّض السلم الاهلي السوري للخطر.
وحالما انتشر خبر اعتقال نيربية، امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات المتضامنة معه، إذ كتبت الصحافية ديمة ونوس «صديقي الجميل... لك الحرية». وعلّق الموسيقي السوري معن خليفة بالقول «لأنّك جميل لا تتحملك إلا السينما». كذلك سارع ناشطون سوريون إلى تأسيس صفحة خاصة على الموقع الأزرق عنونت بـ«الحرية للسينمائي الحرّ عروة نيربية» في الوقت الذي لم يتم التصريح رسمياً عن اعتقاله من أي جهة. وطالب المثقفون بالإفراج عن نيربية، وذكّر بعضهم أنّ الدورة الأخيرة من «دوكس بوس» جاءت برعاية «المؤسسة العامة للسينما». وحين مُنع فيلم ماهر ابي سمرا (شيوعيين كنا) في المهرجان، طلب مديره من المثقفين والإعلاميين عدم إثارة الموضوع تفادياً لإغضاب السلطة.
إذاً، ما زال مسلسل الاعتقال والتنكيل مستمراً في سوريا. قبل أيام فقط، قُتل الصحافي في جريدة «تشرين» مصعب العودة الله الذي كان قد لحق بصوت الحراك السلمي الذي انطلق من مسقط رأسه أي محافظة درعا، وظل مواظباً على التغريد خارج سرب صحيفته التي كرست جهودها لكي تصبح بوقاً للنظام. بينما شن العودة الله حملة انتقادات لاذعة ضد النظام من دون أن يفقد توازنه ووديته تجاه زملائه وأصدقائه الذين يختلفون معه في الرأي. ومع وصول المعارك إلى دمشق أخيراً، سقط مصعب قتيلاً برصاص الأمن أثناء حملة مداهمة لحي نهر عيشة حيث يسكن... لكن المفاجأة كانت الصمت المطبق الذي اتخذته جريدة «تشرين» تجاه فقيدها وعدم جرأتها على نعيه أو مجرد التنويه إلى وفاته. وهو الموقف ذاته الذي اتخذته المحطات السورية الرسمية وشبه الرسمية التي غضت الطرف عن خبر وفاة الإعلامي السوري بعد انشغالها المبالغ فيه وحفاوتها الزائدة بعودة فريق الإخبارية السورية.
2 تعليق
التعليقات
-
نحن في حربذات الأمور تحدث على المقلب الآخر. يعني الإعلام المضاد لإعلام الدولة السورية لم يذكر أن ثمة من خطف من الإخبارية السورية، ولم يذكر أي خبر عن تحريرهم. وهنا المعاملة بالمثل. إذا كنتم تريدون أن تنقدوا هذه الظاهرة عند الكل، فأهلاً وسهلاً، أما أن تنقدوا التصرفات الحكومية وتغضوا الطرف عن تصرفات الطرف الآخر (والذي يفوق بحقده وكيده وكذبه فريق الحكومة السورية) فهذا ليس بعدل ولا بمهنية. نحن في حرب، وهي سجال، يوم لكم، ويوم عليكم. كنا نتعاطف مع كل المعتقلين في الأشهر الأولى من الأحداث، عندما كان كل شيء ضبابياً، أم اليوم فلا. يجب أن يتوقف العنف والقتل والسحل والذبح والرمي من فوق أسطح المباني والسرقة والخطف، ومن كل الأطراف، ولكن هناك دولة اسمها الجمهورية العربية السورية تدافع عن نفسها، ونحن معها الآن. عندما ينتهي العنف، سنعود إلى صفوف المعارضة الوطنية ونعود لنقد الدولة ومؤسساتها، ولكن ليس الآن، ليس الآن وقت هذه البطولات الخُلّبية. أعاد الله كل مفقود ومخطوف ومعتقل لأهله وأحبته
-
ايييي فهمنا ! كلها يومانايييي فهمنا ! كلها يومان ثلاثة , بيسئلوه كم سؤال , و بيطلع .. ما بدها كل هالشوشرة , شو مخطوف هوي لدى ’’الثورة’’ او ’’الثوار’’ حتى نخاف عليه من الذبح او السحل او قطع راسه ؟! بعدين هول ’’المثقفين’’ و ’’الاعلاميين’’ المعارضين يستحو على حالهم , ما منسمع صوتهم و تضامنهم و استنكاراتهم الا اذا كان المستهدف معارض من بيناتهم فقط !! سؤال اخير للكاتب : شو دليلك انو صحافي تشرين قتله الامن كما تدعي ؟!؟! ... لانو انا سمعت رواية اخرى عن مقتله خلال اشتياكات مسلحة بين الامن و مسلحي المعارضة !