يواجه محمد اسكندر حملة من الجمعيات الحقوقية اللبنانية والعربية في كندا، وخصوصاً جمعية «حلم» اللبنانية التي دعت أول من أمس في بيان لها إلى إلغاء حفلاته المقررة في مونتريال وأوتاوا في أوائل أيلول (سبتمبر) المقبل. ابن الهرمل المتمسك بصورة «سي السيّد»، قرر منذ عودته إلى الساحة الغنائيّة عام ٢٠٠٩ (بعد سبع سنوات من الغياب)، أن يتغنى بفحولته ويعيد المرأة إلى عصر العبوديّة والظلام. ورغم الهجوم المستمر على أعماله الأخيرة، لم يتراجع الفنان اللبناني عن الأفكار المسيئة التي ألّبت عليه الجمعيات النسوية، بل قرر في عمله الأخير «ضد العنف» (الأخبار 7/7/2012) استهداف المرأة والأطفال والمثليين، وسعى إلى تكريس نظرته العنصريّة إلى هؤلاء عملاً تلو آخر.
هكذا مثّلت عودة اسكندر صدمة فعليّة حين أصدر أغنية «قولي بحبني». فقد أثارت كلمات الأغنية، التي كتبها ابنه فارس اسكندر ولحنها سليم سلامة، زلزالاً من الانتقادات. ومع ذلك، استمر على النهج نفسه في أغنيته المثيرة للجدل «جمهورية قلبي» (2010). ووُصفت هذه الأغنية، التي بلغ عدد مشاهديها على اليوتيوب أكثر من 1,886,49663، بالمهينة للمرأة، ما اقتضى تحرك الجمعيات النسوية في وجهها.
أما في أغنيته «ضد العنف» (كلمات فارس اسكندر، وألحان سليم سلامة ـــ 2012)، فقد شن حملة شعواء على المثليين، وامتلأت الأغنية بكليشيهات وأفكار خاطئة، بل قل متخلّفة عنهم. تخطت شهرة الأغنية حدود العالم العربي، ووصلت أصداؤها إلى هولندا، حيث سعت مجلة هولندية تدافع عن حقوق المثليين إلى إلغاء حفلة المغني اللبناني قبل أشهر. غير أنّ محاولاتها باءت بالفشل بعد إجراء تسوية طالبته بألّا يؤدي الأغنية على المسرح. وها هو اليوم يواجه حملة شرسة في جولته الكندية، تقودها جمعية «حلم»، التي تعنى بحماية حقوق المثليين والمثليات والأقليات، بدعم من جمعيّات أخرى في البلاد بسبب أغنياته المسيئة إلى المرأة ومثليي الجنس.
وأدانت الجمعية في بيانها دعوة محمد اسكندر إلى إقامة حفلة في كندا، هو «الذي يملك رصيداً كبيراً في الهوموفوبيا والسلوك المعادي للمثليين، ما يتناقض مع القيم والقوانين الكندية».
النظرة الذكوريّة التي كرسها ابن بعلبك في أغنياته، أثارت سخطاً عليه في الشارع اللبناني، لكنّ ذلك لم يثنه عن هذه الدرب التي ــ للمفارقة ــ جعلته نجماً أيضاً. وبعدما صادر حريّة المرأة وشرّع الأبواب لاضطهاد المثليين والاعتداء على كرامتهم في لبنان، هل سيتمكن من الانتصار لذكوريته، فيمرّر رسائله العنصرية في في بلد يفترض أنّه يصون الحريات، أم أنّه سيمُنع فقط من أداء الأغنيات المثيرة للجدل، كما حصل معه في هولندا؟