القاهرة | قبل يومين فقط، لم تكن قناة «الحافظ» الفضائية، ولا الشيخ عبد الله بدر، معروفَين بالدرجة الكافية. المحطة التي كانت قبل الثورة المصرية مخصّصة لعلوم القرآن وتحفيظه، سبق أن أغلقها أنس الفقي، آخر وزير إعلام في عهد حسني مبارك، مع حزمة قنوات سلفية في تشرين الأول (أكتوبر) 2010، قبل أن تعاود البث من دون قرار رسمي مع «ثورة 25 يناير». لكنّ «الحافظ» عادت كباقي القنوات السلفية لتحكي في السياسة التي كانت «كلاماً حراماً»، قبل أن يسقط الرئيس المخلوع. أما الشيخ عبد الله بدر فهو من أصحاب الخطاب الديني العنيف الذي يتملئ بالألفاظ الحادة. لم ينل الشيخ بدر الشهرة إلا عندما هاجم إلهام شاهين على القناة السلفية منذ أيام. مقطع فيديو تبلغ مدته 8 دقائق تم تداوله خلال الساعات الـ 48 الماضية، يظهر بدر وهو يحكم على الممثلة المصرية بأنها لن تدخل الجنة. نسمع صوت المذيع وهو يحاول التخفيف من حدة كلام الشيخ، قائلاً له «فلنترك الأحكام للأزهر»، إلا أن بدر يردّ عليه بأنّه يتكلم بكلام النبي محمّد، قبل أن يواصل هجومه الأعنف بين هجمات شيوخ السلف على أحد الفنانين المصريين.
شاهين التي تعرّضت لتجريح قاسٍ على الهواء مباشرة، طالبتها الممثلة إسعاد يونس برفع دعوى قضائية على القناة والشيخ، وإلا سيتعرض كل الفنانين المصريين لحملات مماثلة ولن يدافع عنهم أحد. المقطع المثير للجدل يبدأ بتصريحات لإلهام شاهين في برنامج «أنا والعسل» مع نيشان ديرهاروتيونيان على قناة «الحياة». شاهين التي بدت في صورة «مغبّشة» لأن القنوات السلفية لا تسمح بظهور المرأة غير المحجبة، وصفت حكم الإسلاميين لمصر بـ«المتشدد»، وقالت إنّها أعطت فنّاً لمصر، متسائلةً «ماذا أعطى هؤلاء (الإسلاميين) لمصر؟». بعد هذا المقطع، سننتقل إلى استديو «الحافظ»، حيث يردّ الشيخ عبد الله بدر على كلام شاهين، واصفاً إياه بالوقح، وبأنها ممثلة «فاشلة وفاجرة» لم تقدم لمصر سوى أفلام «مليئة بالعري والزنى والفجور»، وأنها من «الكاسيات العاريات» اللواتي لن يدخلن الجنة، ثم يصل إلى ذروة الهجوم حين يقول: «أريد أن أسألها سؤالاً لله: كم واحد قبّلك في أفلامك؟ كم واحد احتضنك؟ كم واحد اعتلاكِ؟»، ويضيف: «أنتِ مين أنتِ يا سافلة عشان تقولي التيارات الإسلامية متشددة؟». وفي سياق هجومه، استهدف الشيخ الممثلة سماح أنور ـــ من دون أن يسمّيها ـــ حينما تهكّم على إدارتها خطاً هاتفياً ساخناً لحل المشكلات، كما شنّ هجوماً على إعلان لإحدى شركات الموبايل تضمّن إرسال أدعية دينية بصوت نور الشريف، «فكيف تسجّل أدعية لفنان قدّم أفلاماً خليعة؟» ختم بدر درره الثمينة!