«وطن الأحلام» الذي تبحث عنه جيهان شعيب، يصلح عنواناً للدورة العاشرة من «مهرجان السينما اللبنانية» عند هذا المنعطف في تاريخها «الطويل» نسبيّاً. ها هو فريق جديد يتسلّم المشعل من «... نما في بيروت»، مؤكّداً أن تداول السلطة ممكن في «بلد العسل والبخور». سبيل غصوب وكارول مزهر وريتا باسيل «شلّة على حدة» Bande à part، تنتمي إلى هذا الجيل الشاب «العائد» بعد غربة طويلة طبعت تكوينه ووعيه ومراجعه، ليعيد امتلاك المكان الأوّل عن طريق العمل الثقافي.
وهذا سبب كافٍ للاحتفاء بالمناسبة التي تنطلق الليلة في «متروبوليس». على البرنامج أعمال لروي عريضة وغيث الأمين وهادي زكّاك، وفيلم عن المناضل المصري حمدين صباحي (خالد رمضان)، وعملان للنقاش في دائرة العلاقة الملتبسة بالاحتلال (آلان صوما وباسكال أبو جمرة). الهويّة اللبنانيّة، هنا، تتسع للسينما الألمانيّة الصامتة، وتزهو بمكوّنها الأرمني (تمارا ستيبانيان)، وتصل إلى البرازيل (هرنان بلون)، وتقارع العنصريّة مع غسّان سلهب وأنييس فاردا، وتلامس «جسد» جمانة حدّاد (أماندا حمصي)، وترقص في بيت بيروتي قديم (وفا حلاوي)، أو في الذاكرة النهضويّة المصريّة («العائد» وليد عوني)... وصولاً إلى الذروة مع الإيراني المضيء أصغر فرهادي. ماذا لو اخترنا «متروبوليس» وطناً بديلاً؟