تشهد الشوارع والأحياء التجارية والشعبية في القاهرة ازدحاماً شديداً استعداداً لعيد الفطر. نساء يغادرن متجراً، ومارة يدخلون محلاً لبيع الملابس، وزبائن يستطلعون الأسعار وزحمة خانقة... هكذا يمكن وصف مشهد الشوارع هذه الأيام. إلا أنّ معظم المصريين يشتكون أيضاً من ارتفاع الأسعار، في وقت يستمر فيه الاقتصاد المصري في التراجع. مع ذلك، يقول عمر مصطفى البائع في أحد متاجر الملابس في وسط القاهرة إنّ الإقبال على الشراء زاد هذا العام، مقارنة بالسنة الماضية قبل عيد الفطر. ويعزو ذلك إلى «ظروف البلد التي تغيّرت. خلاص، البلاد استقرت، والأحوال الاقتصادية تحسنت، والوزارات عينت والحياة مستقرة الحمد لله»، علماً بأنّه منذ «ثورة 25 يناير» عام 2011، تراجع الاقتصاد المصري وتناقص الاحتياطي المصري من النقد الأجنبي بسبب الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد وأدت إلى عزوف السائحين عن زيارة المحروسة. هذا الأمر زاد من معاناة المصريين الذين كانوا يشتكون بالفعل من الغلاء وضيق ذات اليد قبل الثورة. وقالت مصرية تدعى نجوى: «الأسعار كلها مولعة. صراحة، بجد. ماذا يفعل الناس ومن أين يأتون بالمال؟ لنكن صريحين، ماذا يفعل الناس مع أولادهم والعيد والمدارس وكل هذه الاستحقاقات المالية؟»
أما في حي السيدة زينب الشعبي في القاهرة، فيشكو أصحاب المخابز ومتاجر الحلوى من ضعف الإقبال على شراء الكعك قبل عيد الفطر. تقف امرأة مصرية تدعى صباح أمام أحد متاجر الحلوى في حي السيدة وتقول «لا أعرف ماذا أبتاع في ظل هذا الغلاء؟ تشهد الأسعار هذا العام ازدياداً كبيراً وغلاءً فاحشاً... كيف سنأتي بالفلوس؟» أما علاء الدين محمد حسن الذي يملك متجراً للحلوى في حي السيدة فيقول إنّ قلة إقبال الناس على شراء الحلوى الموسمية تهدّده بخسائر قد تضطره إلى الاستغناء عن عمّاله. يضيف «هناك بضاعة كثيرة، لكن لا أحد يشتري... ماذا أفعل؟ سأضطر إلى تسريح العمّال بما أنّني لا أحقّق أي دخل، وقد أترك المحل لأنّ إيجاره مرتفع. والناس ليسوا مستعدّين للشراء حالياً، فهم لا يشعرون بالأمان كي ينفقوا أموالهم. ولا يقتصر الأمر على مشاريعنا الصغيرة، بل إنّ هذه الأزمة تطال أصحاب المشاريع الاستثمارية الكبيرة. كله بقى خايف». هذا هو لسان حال الباعة والزبائن على حد سواء قبل أيام من عيد الفطر. هكذا يوشك العيد أن يفقد بهجته المعتادة مع تزايد الضغوط المالية والاقتصادية على معظم المصريين.
(رويترز)