غيّرت قناة «المنار» عاداتها، فلم تجهز هذا العام برمجة خاصة في مناسبة الذكرى السادسة لعدوان تموز 2006، وقبلها لم تحتف بمرور 12 عاماً على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان والبقاع الغربي في 25 أيّار (مايو) الماضي. ولعل مسلسل «الغالبون» هو العمل الوحيد الذي يؤرّخ لعمليات المقاومة في مواجهة الدولة العبريّة، خصوصاً بعد تأجيل أكثر من مشروع كان يحضّر للمناسبة. وها هي تطلق سلسلة «سرية العشق» التي تحكي سير استشهاديي المقاومة الإسلاميّة.

والسلسلة عبارة عن 12 فيلماً تجمع بين الوثائقي والدراما يخرجها حسن عبد الله. ويشكّل فيلم «في الليلة الالهيّة» عن الشهيد عمّار حمّود باكورة الحلقات التي تعرضها المحطة ليل غد الأحد (22:30 على الأرضية ــ 23:00 على الفضائيّة)، وهي من إعداد ندى بنجك.
أمضى المخرج حسن عبد الله نحو عشرة أشهر في تحضير الشريط الذي يحوي حوالي 15 دقيقة من الدراما التي تتوزع بطولتها بين مهدي علي أحمد (في دور عمار حمّود) وفاتن الطويل (والدته). ويشرح عبد الله لـ«الأخبار» أن «الشريط يروي سيرة عمار حمود، صاحب آخر العمليات الاستشهادية التي نفّذها في مرجعيون قبيل الانسحاب الإسرائيلي في 30 كانون الأول (ديسمبر) 1999. وسيتبعه آخر عن أحمد قصير، كونه فاتح عهد الاستشاديين، حين فاجأ العدو بتنفيذ العملية الشهيرة بعد خمسة أشهر من بدء الاجتياح في مقر الحاكم العسكري في صور في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 1982». وسيعرض الشريط الذي أعدته زهراء شكر في يوم الذكرى الثلاثين لاستشهاده، وأعلنه «حزب الله» يوم الشهيد. يكشف صاحب فيلم «طيف اللقاء» عن مفاجأة يعلن عنها للمرة الأولى، هي الدور الميداني البارز الذي لعبه الشهيد عماد مغنية في التحضير لعملية أحمد قصير. وبعد هذين الفيلمين، سيعرض ثالث عن هيثم دبوق الذي فجّر نفسه في قافلة إسرائيليّة عام 1996.
يعرض الشريط الأول سيرة عمار حمود منذ طفولته وانضمامه إلى كشافة المهدي، وكيفيّة التحاقه بالمقاومة، من خلال تقارير مصوّرة مع أهله وزملائه وأصدقائه. كما يتحدث الشيخ نعيم قاسم لأول مرّة عن الأسس التي تعتمدها المقاومة لاختيار استشهادييها، وعن أسباب اختيار عمّار حمّود تحديداً لهذه العمليّة. كما يتوقف السيد عباس نور الدين عن الجانب الروحي والمعنوي الذي تعده المقاومة لمجاهديها، إضافة إلى ضابط المقاومة الميدانية المعروف بالحاج علاء الذي واكب العمليّة لحظة بلحظة. ويتحدث هذا الأخير عن تفاصيل تكتيكيّة تكشف للمرة الأولى وتتعلق بمخزون الإعلام الحربي واسرار المقاومة. ويشدّد عبد الله على أنّ «الهدف من السلسلة هو جمع الأرشيف المصور للشهداء منذ نشأتهم، وتوثيقها في فيلم سيشكل مرجعاً عنهم».
يطلق عبد الله على أبطال سلسلته «النوع الراقي من الشهداء». تبدو التسمية ملفتة. لذا يسارع إلى التوضيح قائلاً «إنّنا نوثق سيرة 12 شهيداً، هم الذين فجروا أنفسهم في عمليّات للمقاومة»، وهم: أحمد قصير، علي صفي الدين، عامر كلاكش (أبو زينب)، هيثم دبوق، عبدالله عطوي، أسعد برو، ابراهيم ضاهر، صلاح غندور، علي أشمر، بلال الأخرس، عباس الوزواز، وعمار حمّود.
وبعيداً عن السلسلة الجديدة، تجهز المحطة سلسلة ثانية توثق سير شهداء الحزب الآخرين على مدى ثلاثين عاماً (1982ـــ 2012)، أمثال سمير مطّوط (الحاج جواد)، وعماد مغنية، ورضا حريري، وأحمد علي شعيب. وفي ظل انهماك المحطة في التوثيق لشهداء «حزب الله»، سحبت قبل عامين تقريباً، سلسلة بعنوان «لو هزم حزب الله» من التداول (ربما لأسباب ترتبط بمسائل أمنيّة). هذه السلسلة الضخمة التي تفرغ أيمن زغيب أشهراً طويلة لتحضيرها ونفّذها باحترافيّة عاليّة، يجدر التوصّل إلى صيغة معينة، تعيدها إلى دائرة العرض نظراً إلى أهميتها.



«الليلة الإلهية»: غداً الأحد على «المنار» (22:30 على الأرضية ــ 23:00 على الفضائيّة)