تواصل محطة «الجديد» رهانها على الحصان الرابح الذي جعلها تتميّز في أدائها: ابتداءً من هذا المساء، ستقدّم لنا القناة اللبنانية تحقيقات استقصائيّة ضمن فقرة «خاص الجديد» في سياق نشرات الأخبار المسائية. أمضى رامي الأمين ثلاثة أشهر في إعداد هذه التحقيقات في سياق بحثه عن الشهود الذين استمعت إليهم المحكمة الدوليّة، ودعّمت بشهاداتهم قرارها الاتهامي بحقّ المتهمين الأربعة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. هكذا، اضطر فريق المحطة إلى استخدام مجموعة من الخدع وانتحال صفات مختلفة من أجل استدراج الشهود وتصويرهم. يوضح الإعلامي الشاب لـ«الأخبار» أنّ «هذه التقارير تكشف من دون شك عن أنّ المحكمة الدولية مخترقة».
لم تكن المهمة سهلة، لأنه لا أحد من الشهود وافق على التصوير. فوفق نظام حماية الشهود، يفرض على هؤلاء طوق من السرّية على ما صرّحوا به أمام القاضي. لكن النتيجة أنّ التحقيقات القصيرة للمحطة تمكنت من انتزاع اعترافات وشهادات مهمة عبر الهاتف فقط. يفضّل الإعلامي الشاب عدم الغوص كثيراً في شرح التقارير «لأنّها ستعرض طيلة الأسبوع الحالي، ويمكن المشاهدين متابعة خيوطها على الشاشة».
ويوضح الأمين أنّ «ما يقارب 30 شخصاً تكلموا من دون معرفتهم بوجود الكاميرا، حتى إنّ بعض المواقف بدت كوميديّة». ويضيف: «بعض الشهود سيظهرون في التقارير، وآخرون سنكتفي بعرض المعلومات التي زوّدونا بها». ويراهن على أنّ «كل المعلومات جديدة وأصحابها سيثيرون استغراب المشاهد، إذ لم يُعرفوا سابقاً كشهود، وهم خليط من مختلف المناطق والطوائف، ما كان زياد الرحباني لينجح في جمعهم بهذه الطريقة، كما أنّهم متنوّعو الانتماءات الحزبية». ويتوقع أن يثير «شهوده» عاصفة من ردود الفعل. وعمّا إذا كان هؤلاء الشهود ينتمون إلى فريق 8 أو 14 آذار، يعلّق بأنّ «بعضهم يعدّون من حلفاء سوريا ومؤيّدين لـ«حزب الله»، وبعضهم الآخر ينتمي إلى تيارات أخرى».
يلفت الأمين إلى أنه لاحظ أنّ «الحديث عن المحكمة يعدّ تابو يخشونه»، مشيراً إلى أنني «لم أقابلهم إلاّ كي أعرّف الناس إليهم، أمّا المواجهات فحصلت كلها عبر الهاتف، لكنّها كشفت خيوطاً كثيرة». المفاجأة التي يطلقها الأمين أنّ «الكثير من الشهود ذوو وظائف حسّاسة. إنّهم موظفون من الفئة الأولى، أي مديرين في قطاع الاتصالات وشركات السيارات والإطفاء». وعن دلالات توقيت العرض، يقول الأمين: «كل الحكاية أنني أنجزت التقارير للتو، وصارت جاهزة للعرض». يبقى أنّ بعض الشهود لن يظهروا في تقارير هذا الأسبوع التي تضم نحو 20 شخصاً، وهناك أحد خيارين: إمّا أن يضاف تقريران الأسبوع المقبل أو أن يعاد جمع الشهادات في حلقة طويلة مستقلة.
التقرير الأول الليلة سيكون بمثابة تعريف شامل لكافة التقاير، «وحتماً سيتضمن مفاجأة، أتحفظ على الإشارة إليها، لأنّها أساس التقرير». وقبل 24 ساعة تقريباً من موعد عرض التقرير الأول، لم تكن محسومة مسألة ما إذا كان سيجري إظهار وجوه الشهود بشكل طبيعي، أم سيجري تمويه وجوههم. لكنّ مديرة الأخبار في «الجديد» مريم البسّام اختارت التمويه، خصوصاً أن إظهارهم بصورة عادية يعتبر تعدياً على حريتهم وحياتهم الشخصيّة، فضلاً عن أنّه يعرّض المحطة للمساءلة القانونية.

«خاص الجديد» بدءاً من الليلة على الجديد