المنتجات البلدية، هي الباب الذي قررت انتصار شاهين وزوجها بشير أبو زكي تجديد تجارتهما من خلاله. وسّع الثنائي نشاطه الذي ارتكز طيلة 11 عاماً على بيع البهارات والمكسرات، حتى أصبح يشمل المنتجات البلدية كافة. كانت هذه الفكرة وليدة تصميم على تحسين واقع العمل، خصوصاً أن الجيران «تجّار جملة» وتصعب منافستهم. الصعتر، والمربيات، والمقطرات، والأعشاب، واللبنة، ودبس الحصرم، والخل والقصعين وغيرها، كلها أصناف تملأ متجر «كل شي بلدي» الذي يشغل إحدى زوايا منطقة البربير في بيروت. تتميّز المونة اللبنانية لدى شاهين بأنّها «شغل إيد 100%». تؤكد أنّ إعداد هذه المنتجات صعب ويتطلب الكثير من المجهود، رغم أنّ الطابع العام لمتجرها بسيط. غير أنها تصرّ على إشراك مجموعة من «الصديقات» في العمل، فتأخذ كميات من مونتهنّ الموسمية لتبيعها في متجرها، وتضرب بذلك «عصفورين بحجر»: «السكن في بيروت يصعّب عليّ إعداد بعض الأصناف مثل الكشك والمكدوس»، تقول شاهين، موضحةً أن هؤلاء النسوة هنّ ربات منازل في الإجمال.
وتشدّد أيضاً على أن الإقبال على هذا النوع من البضائع يزيد مع الوقت، وتحديداً من قبل سكّان المدن الذين «لا يجدون الشغل النظيف دائماً».
عُمْر المتجر البلدي تجاوز عامه الأولى، ولكن النشاطات فيه بدأت للتوّ! أمس، استضاف المكان «يوم الورد» وفتح أبوابه للزوّار بغية تذوّق شراب الورد الطبيعي والمرطبات الرمضانية، بدءاً من الجلاب مروراً بشراب الخوخ والسوس وصولاً إلى التمر الهندي وغيرها. لن تكتفي انتصار شاهين بذلك، بل ستتيح للزبائن التعرّف إلى كيفية صنع عدد من المنتجات. ومن وحي الأجواء الرمضانية أيضاً، سوف تشارك شاهين في معرض يبدأ في 7 آب (أغسطس) المقبل، ويستمر حتى نهاية شهر الصوم في منطقة فردان (بيروت).
تفشّي الأمراض الناجمة عن المأكولات الفاسدة والطرق الزراعية المتخلفة وغياب الرقابة على البضائع وغيرها من الآفات في البيئة اللبنانية، تدفع الأفراد إلى العودة إلى الجذور أو إلى الطبيعة. فهل تقي «الهجمة» على طب الأعشاب والمنتجات العضوية والمأكولات البلدية المواطنين ممّا أفسدته السياسة؟

(الأخبار)

لقد تم تعديل هذا النص عن نسخته الأصلية المنشورة بتاريخ 1 آب 2012