الرباط | تقول المخرجة المسرحية نعيمة زيطان إنّها حاولت في «ديالي» الإجابة عن بعض الأسئلة، وفتح نقاش يتيح لكل امرأة الحديث عن تجربتها الخاصة. العرض نتاج عمل استغرق سبعة أشهر، تم خلالها جمع حوالي 250 شهادة من خلال استمارات وحلقات اعتراف جماعية. وبالنسبة إلى النساء اللواتي وجدن صعوبة في البوح عن مشكلة ومعاناة حميمة، خصصت فرقة «أكواريوم» مقرّها في الرباط للاستماع إليهن بطريقة فردية كل يوم خميس.
أدّت بطولة «ديالي» كل من نورية بنبراهيم، وفريدة البوعزاوي، وأمال بنحدو. وأثارت المسرحية جدلاً كبيراً في الأوساط المغربية، بعدما تعرّضت لانتقادات كبيرة من الجهات المحافظة، واتُّهِمت بإفساد أخلاق المغاربة.
الملفت أنّ الحملة التي شنت على العرض لم تقتصر على تيارات دينية أو سياسية معروفة بمواقفها من الفن ورفعها شعار «الفنّ النظيف»، بل وصلت إلى نقاد ومخرجين معروفين. هكذا، قال عبد القادر البدوي أحد أقدم الممثلين والمسرحيين المغاربة إنّ بعض الجهات تتلقى دعماً خارجياً لـ «هدم عادات وتقاليد المجتمع المغربي واستهداف هويته وأصالته الوطنية»، وترمي إلى «خدش حياء المغاربة وتطبيعهم مع الميوعة والإسفاف»! وتابع البدوي أنّ «الوطن بأكمله يتبرأ من هذه الأشياء التي لا يجوز عرضها أمام الجمهور المغربي»، فالمسرح الحقيقي «منذ عهد الإغريق حتى يومنا، لم يتطرق إلى المواضيع التافهة والمُفلسة التي تخاطب الغرائز الحيوانية، على اعتبار أنّ المسرح مدرسة للشعوب والتكوين والتعليم والرقي بالمشاعر والوجدان والعقول».
غير أن نعيمة زيطان لا تعير اهتماماً كبيراً لهذه الحملات. تقول: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الحديث عن هذه المواضيع، لأنّ العنف الممارس على النساء في تزايد مستمرّ. نحن كمسرح يهتم بقضايا المرأة أولاً، وبالمسائل الراهنة عامة، لا بد من أن نقول كلمتنا في الموضوع. ثم لا يخفى على أحد أن ثمة تراجعاً ممنهجاً عما حققناه كنساء، وعما التزمنا به أمام العالم. إننا أمام حكومة ذات خطاب مزدوج رجعي في الداخل، ومعتدل في
الخارج.
نحن هنا نقول إنّنا أحرار كما ولدتنا أمهاتنا، فمتى استعبدتمونا؟»، وختمت كلامها «هذه التصرفات شكل من أشكال الفصام. وما فاجأني هو ردود فعل من أناس لم يشاهدوا المسرحية واكتفوا بما نُشر في
الصحف».
تعمّدت المخرجة اختيار عنوان «ديالي» بغرض تشجيع المرأة على الافتخار بعضوها التناسلي وكسر التابوهات المرتبطة بـ «بثقافة العيب والحشمة» في مجتمعنا. إنّها تدخل عالم النساء الحميم لنستمع مع الممثلات إلى مغامراتهن، وحياتهن الجنسية، وتجاربهن، وقصصهن الظريفة والحزينة أيضاً.