القاهرة | أحد أهم أسباب «ثورة 25 يناير» كان رغبة المصريين في إجهاض مشروع التوريث، لكن في الوسط الفني، لا تبدو الثورة على التوريث ضروريةً، وخصوصاً إذا كان أبناء الفنانين موهوبين. مع ذلك، وحتى لو كان الوارث موهوباً، يرى الممثلون المصريون الشباب أنّ «الابن سيحصل على فرص كثيرة بدعم من والده»، فيما هم سيقضون الوقت في انتظار فرصتهم. ومع أنّ ظاهرة «التوريث» صارت تقليداً منذ أكثر من عقد، إلا أنّنا سنشهد في رمضان 2012 موجة كبيرة من التعاون بين الآباء والأبناء أمام كاميرات هوليوود الشرق.
أوّل هؤلاء عادل إمام الذي يلتقي نجليه رامي ومحمد في مسلسل «فرقة ناجي عطا الله»، الذي يشارك فيه أيضاً أحمد السعدني، نجل الممثل صلاح السعدني. اشترك رامي مع شقيقه ووالده في فيلم «حسن ومرقص»، ووقّع لـ «الزعيم» فيلم «أمير الظلام» ومسرحية «بودي غارد». وبعيداً عن العائلة، أنجز رامي إمام مجموعة أفلام، حقق بعضها نجاحاً في شبّاك التذاكر والتلفزيون، مثل «غبي منه فيه»، و«بوحة»، كما قدّم قبل عامين مسلسل «عايزة اتجوز» لهند صبري. أما محمد عادل إمام، فالتقى والده في أول ظهور له كممثل في «عمارة يعقوبيان». ويمكن القول إنّ مجريات الأمور في الوسط الفني أجبرت النجل الأصغر لـ «الزعيم» على التخلي سريعاً عن حلم البطولة المطلقة، إذ قدّم مع المنتج محمد السبكي فيلم «البيه رومانسي»، لكنه فشل تجارياً، ليعود إلى الأدوار المسانِدة ويقدم أداءً أفضل في شريط «حلم عزيز»، على أمل أن يصعد السلم بهدوء كما فعل والده قبل 40 عاماً، وإن كان الأخير قد بدأ من الصفر. من بين الوارثين أيضاً، المخرج شادي الفخراني، ابن النجم الكبير يحيى الفخراني. ورغم أنّ شادي لم يقدّم أي عمل كمخرج محترف، إلا أن المنتج أحمد الجابري أكّد أنّ الاستعانة بخدمات المخرج الشاب لتوقيع مسلسل «الخواجة عبد القادر» ليست مجاملةً لوالده. وأشار إلى أنّ شادي كان مرشّحاً لإخراج مسلسل «محمد علي» قبل إلغاء المشروع. هكذا، تلقف المخرج الشاب فرصته الأولى بعد نحو 10 أعوام من تخرجه في «المعهد العالي للسينما».
ومع عودته إلى التلفزيون عبر مسلسل «باب الخلق» بعد 6 سنوات من الغياب، حرص النجم محمود عبد العزيز على عدم الربط بين عودته وكون نجله الأكبر محمد شريكاً في «فنون مصر» المنتجة للعمل. وأكّد أنّه عاد إلى الشاشة بفضل النص الذي كتبه محمد سليمان عبد المالك. وأشار إلى أنّ تعاونه مع مخرج المسلسل عادل أديب ساعده على اتخاذ القرار بالعودة. ويشارك في بطولة «باب الخلق» نجل محمود عبد العزيز الأصغر، كريم، الذي كان لوالده الفضل في ظهوره أول مرة في مسلسل «محمود المصري». ويحظى نجلا عبد العزيز بقبول جماهيري، كما شاركا في أعمال عديدة بعيداً عن والدهما، عكس مي نور الشريف، التي لم تظهر الا من خلال والدها نور الشريف في الأجزاء الثلاثة من «الدالي»، ومسلسل «متخافوش». وتشارك مي والدها في بطولة مسلسله الجديد «عرفة البحر». صحيح أنّ الفنانة الشابة شاركت في «وادي الملوك» وتشارك في مسلسل «قضية معالي الوزيرة» لإلهام شاهين الذي سيعرض في رمضان المقبل... إلا أنّ الجمهور لم يشعر بها إلا وهي في جوار والدها. ولا تزال تحتاج إلى خوض تجارب أكثر كي تؤكد أنّ وجودها لا يرتبط بالنجم الكبير. أما مفاجأة رمضان هذا العام، فهي عزة... الابنة الكبرى لفيفي عبده التي تشبهها كثيراً. ستطل عزة في «كيد النسا2» مجسدةً شخصية فتاة تتظاهر بمحاولة تحقيق السلام بين الضرتين فيفي عبده ونبيلة عبيد، لكنها انتهازية تحاول أن تستفيد من كلتيهما. وتراهن عبده على أن ابنتها ستحظى بإعجاب الجمهور بعيداً عن شهرة والدتها... وهذا الكلام ينطبق على كل النجوم عندما يقدّمون أبناءهم للمرة الأولى.