تتناول الأفلام التي تعرض في تظاهرة «أسبوع النقاد» ثيمات تعنى بالشأن الاجتماعي والعائلي. لكن رغم هذا، لم يعالج أي من الأشرطة الأزمة المالية العالمية، مع أنّها السبب الرئيسي في التردي الذي يعانيه العالم، وهذا ما يؤخذ أيضاً على كل الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية في دورة «مهرجان كان السينمائي» الأخيرة.
في الأفلام الروائية الطويلة التي تستعيدها صالة «متروبوليس أمبير صوفيل» ابتداءً من هذا المساء، سيتاح للجمهور إلقاء نظرة على أعمال أولى (أو ثانية) لمخرجين يحاولون تسليط الضوء على قضايا اجتماعية وعائلية من وجهات نظر متعددة وفي أطر سينمائية مختلفة.
إذاً، ما يجمع معظم هذه الأفلام هو سياقها الاجتماعي، ولو اختلفت طريقة التقديم الشكلي. في الدراما العائلية «كم يغيظني غيابه» لساندرين بونير، يكافح جاك ألم ذكرى موت طفله ماثيو الذي كان سبباً في طلاقه من زوجته مادو. وفي الشريط الإسباني «هنا وهناك» لأنطونيو مانديز إيسبارزا، الذي حاز «الجائزة الكبرى» في تظاهرة «أسبوع النقاد»، نشاهد دراما عائلية أيضاً عن عودة أخرى، حيث بيدرو الذي يرجع من أميركا إلى المكسيك بعد سنوات من العمل هناك، ليشاهد التغيير الذي طرأ على عائلته ومجتمعه ضمن شريط فيلم يناقش الظروف الاقتصادية والعمّال المهاجرين.
للألم مساحة أيضاً في الفيلم البريطاني Broken لروفوس نوريس الذي يروي قصة الفتاة سكونك التي تعيش في عالم عنيف وعدائي وفوضوي. وفي «البرية» للأرجنتيني أليخاندرو فادل، يهرب خمسة مراهقين من سجن للأحداث في الأرجنتين، آملين في حياة أفضل. هكذا تجمعهم تلك الرحلة في الغابات حيث يسرقون، ويتعاطون المخدرات، ويستحمّون في الأنهار ويتقاتلون ضمن قصة مبنية على الشجاعة والعطاء تدور في عالم قاس. غير بعيد عن هذه الأجواء، يأتي الفيلم الهندي «الباعة الجوّالون» من إخراج فاسان بالا، حيث الاصطدام بين قسوة مومباي وحياة المخدرات والسلطة. أما شريط «سيارة الإسعاف الأخيرة في صوفيا»، فيقدّم نظرة واقعية إلى مدينة تعاني من نظام صحي سيئ. تابع المخرج البلغاري إيليان ميتيف شخصياته الثلاث لسنتين، موثقاً عملهم في إنقاذ الأرواح في العاصمة البلغارية إلى جانب حيواتهم الشخصية.