انتهى باسم كريستو (1968) من تنفيذ المواسم الحاليّة من برامجه على الفضائيات العربيّة من «نورت» على mbc، إلى «تاراتاتا»، و«سوالفنا حلوة» على «دبي»، ثم «زهرة الخليج» على قناة «أبو ظبي الأولى». وهذا المساء، يختتم حلقات «حديث البلد» مع منى أبو حمزة، ليعود إلى تصوير موسمه المقبل في نهاية أيلول (سبتمبر) المقبل. غير أنّ المخرج اللبناني لن يتمكن من الحصول على إجازة لأن مشاريعه في التلفزيون لا تتوقف، والأقرب تنفيذاً هو البرنامج الرمضاني «زي العسل» مع نيشان ديرهاروتيونيان على قناتي «الحياة» المصريّة وmtv اللبنانيّة.
هكذا، تكون الاستراحة بالنسبة إليه بمثابة حلم صعب التحقيق، خصوصاً أنه سيعود بعد شهر الصوم إلى تصوير الموسم الثاني من «نوّرت» مع وفاء الكيلاني، وسيستكمل حلقات «ديو المستحيل» لمصلحة mbc، ويصوّر برنامج «عالأكيد» مع زافين قيومجيان. وهو النسخة العربيّة من برنامج Sans Aucun Doute.
وفي ظل زحمة البرامج، يمثّل «ديو المستحيل» (Impossible Duo) التحدي الأهم في المرحلة المقبلة. يجتمع في البرنامج نجوم الزمن الجميل على مسرح واحد مع الفنانين الشباب. ويؤكد كريستو لـ«الأخبار» مدى صعوبة التنفيذ، «خصوصاً أننا نجمع المغنين الشباب مع الفنانين الراحلين أمثال محمد عبد الوهّاب، وفريد الأطرش، وعبد الحليم حافظ، وأم كلثوم، وأسمهان، وطلال المدّاح من خلال لعبة مونتاج، وسيتم الاستعانة فيها بالأرشيف العربي بشكل كبير، وسيتم تنفيذ كليبات خاصة».
يبدو المخرج الذي يتمتع بالشهرة الأكبر في برامج المنوعات عربيّاً، واثقاً من نجاح البرنامج الذي ينفّذ على مستوى عال من الدقة، وسيحافظ على الخطوط العامة للنسخة الأصلية مع الإبقاء على هامش من الحريّة، هو الذي سيميّز النسخة العربيّة من البرنامج العالمي. وسينطلق بث الحلقات مطلع عام 2013 على mbc. ويتابع اختيار الضيوف من قبل القيمين على الإنتاج في شركة Periba. ولمصلحة الشاشة نفسها، سينفّذ كريستو السهرات المباشرة من برنامج The Voice في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. كذلك يستعد حاليّاً لتنفيذ برنامج «زي العسل» مع نيشان ديرهاروتيونيان الذي سيعرض في رمضان ويستضيف 30 سيدة عربيّة حققن نجاحات في مسيرتهن المهنية والحياتية.
وفي وقت كثر فيه الكلام أخيراً عن تشابه كبير بين برنامجي «نورت» و«حديث البلد»، يجيب كريستو مستغرباً فـ«لكل منهما مقوماته، والبرامج الحواريّة كلها، تعتمد استقبال مجموعة ضيوف، لكن الشكل وأسلوب التقديم والديكور وإدخال الضيوف، مختلفة تماماً، إضافة إلى الفقرات الخاصة ومنها حياة الضيف في 90 ثانية، ولعبة الـ«آي باد» وكاريكاتور ستافرو جبرا...». ويضيف: «أنا فخور بأنّنا نقدم هذا البرنامج على شاشة عربيّة، وهو ليس لا يشبه «حديث البلد» فقط، بل لا يشبه أي برنامج عربي أو غربي. كما أن لا كاميرات في الاستديو»..
وماذا عن الفيديو كليب؟ قدم كريستو ممجموعة كليبات، آخرها أغنية «يا الويل» للورا خليل عام 2005. منذ ذلك الحين، هجر الكليبات «بسبب الاستسهال الذي ألمسه في عمل بعض المخرجين، ما قلّل من وهجها». غير أنه يثني على تجارب تستحق التقدير كأعمال المخرجة ليلى كنعان. ويرى «أننا في البرامج الضخمة التي نقدمها، ليس مسموحاً أن نستسهل». وعمّن يقولون بأنّ البرامج التي يتنقل مخرجها بين خمس أو ست كاميرات سهلة جداً، يجيب أنّ «الشطارة تكمن في كيفيّة تقديم التسلسل المنطقي والانسيابيّة المطلوبة».
وماذا عن الوهج الذي كاد يزول بسبب المحسوبيات في الحفل السنوي لجوائر «موركس دور»، يطلب كريستو أنّ يحاسب على عمله. يقول: «أعتقد بأننا قدمنا حفلاً مدته خمس ساعات، خاليّاً من الأخطاء، وهذا ما يهمني صراحة».
وبعيداً عن البرامج الفنيّة، أطلق كريستو صرخة للاهتمام بالسينما اللبنانيّة ودعمها إثر تغريدة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أورد فيها لائحة بمطالب وحاجات المواطن اللبناني، فما كان من كريستو سوى التعليق على التغريدة مضيفاً إلى قائمتها ضرورة الاهتمام بالحركة السينمائيّة. يسارع المخرج إلى التأكيد أنّ اهتمامه بالسينما ليس طارئاً، «مكتبتي الكبيرة التي تضم 2000 فيلم تقريياً هي شاهد على ذلك، كما ارى أنّ السينما هي الوجه الحضاري لكل بلد. وهذا ما لا يعيه بعض الناس».
في جعبة المخرج اللبناني مشروع سينمائي كتبت نصه كلوديا مرشليان، يقول: «هو فيلم اجتماعي يعدّ مرآة للمجتمع اللبناني، كتبته مرشليان بأسلوبها الساخر». ويشرح أنّ القصة تعتمد البطولة الجماعيّة، مع نجوم يمثلون شرائح المجتمع اللبناني في مختلف فئاته وشرائحه». وتعمد كريستو أن يشكل الفيلم باكورة أعماله الدراميّة «لأنني قررت عندما أنفذ دراما، ستكون في السينما وليس في التلفزيون». تسلّم كريستو النص أخيراً، وبدأ التحضير له، وطبعاً لن يبدأ تصويره في القريب العاجل، إذ إنّه ينتظر تأمين الانتاج، «لأننا نريده فيلماً ذا مستوى عالمي».