القاهرة | كان خبر استقالة الحكومة المصرية ليريح ضمير وزير الثقافة صابر عرب المرشح لـ«جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية»، لولا صدور قرار باستمرار الحكومة في تسيير الأعمال لغاية تشكيل حكومة جديدة. هذا يعني أنّه يتعيّن على عرب الاعتذار ـــ بصفته وزيراً ـــ عن عدم الترشح لنيل الجائزة لأنه سيرأس اجتماع «المجلس الأعلى للثقافة» الذي يقرر أسماء الفائزين ويعلنها السبت المقبل.
وحتى لو فوّض عرب الأمين العام لـ«المجلس الأعلى للثقافة» توفيق الأمين ترؤس الاجتماع بدلاً منه، فإنه ـــ لو نال الجائزة ـــ سيكون أوّل وزير ثقافة ينال جائزة الدولة وهو على رأس عمله. بعض المتابعين للموضوع يرون أنّ عرب الذي رُشح لنيل الجائزة قبل تسلّمه الوزارة «سيقدّم استقالته من منصبه قبل يوم السبت، ما يبرّئه أخلاقياً إذا نال الجائزة»، فيما يرى آخرون أن عرب قد ينسحب من الترشح للجائزة.
وكانت لجان الجوائز قد استبعدت ترشّح وزير الإسكان محمد فتحي البرادعي لنيل جائزة الدولة التقديرية بسبب «حساسية منصبه»، وفق ما جاء في التقرير. وما ينطبق على البرادعي من «حساسية منصب» ينطبق على الوزير عرب. ليست هذه المشكلة الوحيدة التي تواجه إعلان الفائزين بجوائز هذا العام. البارز أيضاً، ترشح الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي لجائزة «النيل» («مبارك» سابقاً) التي تُمنح في فروع الآداب، والفنون، والعلوم الاجتماعية. ويترأس حجازي «بيت الشعر المصري» الذي رشح مجلس إدارته كلاً من حجازي لـ«النيل»، ومحمد إبراهيم أبوسنة لـ«التقديرية»، وحسن طلب لـ«التفوق». هذا الإجراء يعيد إلى الأذهان نيل حجازي جائزة «القاهرة للإبداع الشعري» عام 2009، بعدما كان رئيساً للمؤتمر الذي مُنحت فيه الجائزة، وبعدما اختار أعضاء لجنة التحكيم بنفسه!
صاحب «مدن بلا قلب» ينافس هذا العام على جائزة «النيل» كلاً من الروائي الراحل إبراهيم أصلان، وإدوار الخراط، ويوسف الشاروني، وصبري موسى، وعبد المنعم تليمة. أما جائزة «الفنون» فيتنافس عليها السيناريست وحيد حامد، ورئيس «مكتبة الإسكندرية» المطارد في العديد من تهم الفساد، إسماعيل سراج الدين، والفنان محمود رضا. وتبدو فرص الأكاديميين قدري حفني ومصطفى العبادي متساوية في نيل «جائزة العلوم الاجتماعية». أما في جائزة الدولة التقديرية، فتبدو أسماء الروائي محمد البساطي، ومحمد سلماوي، والراحل إدريس علي، ومحمد إبراهيم أبوسنة، وأبو المعاطي أبو النجا، متكافئة لاختيار 3 منهم لنيل الجائزة في فرع الآداب. ويبرز اسم وزير الثقافة صابر عرب، ومعه صلاح الراوي في «جائزة العلوم الاجتماعية». وفي «جائزة الفنون» يبرز اسم السيناريست محمد كامل القليوبي، والتشكيليان عبد الهادي الوشاحي، وعصمت داوستاشي. أما جوائز «التفوق»، فيبلغ عدد المتنافسين عليها 135 مرشحاً في الفروع الثلاثة، وقد استبعدت لجان الفحص عدداً من المرشحين، وعمدت الى تصنيف الباقين في قائمة قصيرة، الأمر الذي يخالف قانون الجائزة التي تبدو مربكة هذا العام!