القدس المحتلة | اختتمت مجلة «فلسطين الشباب» أخيراً المحطة الثانية من معرضها الثاني «أشرعة للحرية» الذي استمر 10 أيام في «دار إسعاف النشاشيبي» في القدس المحتلة، بمشاركة 45 كاتباً وفناناً شاباً من فلسطين المحتلة وأراضي اللجوء. المعرض الذي افتتح نسخته الثانية في نيسان (أبريل) الماضي في «جامعة بيرزيت»، سيتنقل إلى جامعات فلسطينية وإلى مدينة أريحا في محطاته القادمة، بهدف إعطاء فرصة أكبر للشباب الفلسطيني للمشاركة في فعالياته والاطلاع عليها. يحمل المعرض ثيمة الحرية، ويعتمد المشاركون الوسائط المتعددة، حيث تمتزج نصوص كتابية وأعمال فنية وفوتوغرافية وفيديو وكومكس، مع بانوراما صوتية للكتاب والفنانين المشاركين.
من بين الأعمال الكتابية المعروضة، قصيدة للشاعر الزميل نجوان درويش بعنوان «قليل من الجاز»، ونص للكاتبة عدنية شبلي بعنوان «درس في الطبيعة»، مع إعداد بصري وصوتي. اللافت في هذين النصين أنّهما جاءا مناسبين لمكان المعرض في حي الشيخ جراح، وهو «حي القنصليات»، الذي احتل المستوطنون في السنوات الأخيرة مجموعة من بيوته. قبل وصولك إلى مكان المعرض، تمر ببضع قنصليات وبيوت للقناصل «وسكرتيراتهم المُدربات أفضل من كلاب الشُرطة»، كما وصفهنّ نجوان درويش في قصيدته، رابطاً بينهنّ وبين «الفيزا» الصعبة المنال التي تحتاج إلى أن يمنحك إياها العالم الغربي قبل السفر إليه: «أينبغي أن نضرع مثل خادمات مؤدبات لتسمحوا لنا بالسفر؟».
أما عدنية شبلي، فتسرد في نصّها قصتها منذ الطفولة مع نبتة الصبّار، لتعرض جزءاً من مأساة الفلسطينيين الماثلة أمام عينيها في الحي نفسه، حين ترى البيوت وعلم الاحتلال يرفرف فوقها بعد مصادرتها أو هدمها، ثم تلحظ خيمة صغيرة اتخذها أصحاب البيت السابقون مسكناً. تقول شبلي: «لا يمكن لأي جبروت، أكان جبروت مبنى من الحجارة البركانية أو جبروت والديّ، أن يكبح قدرة هذه النبتة على النمو كما تشاء، حتى في أقل الأماكن التي يتوقع ظهورها فيها».
النصوص الأخرى التي ضمها المعرض (17نصاً) أغلبها لكتّاب حديثي التجربة، تباينت على نحو واسع في مستوياتها، بل اتصف بعضها بالخطابية والوعظ أكثر من التعبير بجمالية عن «ثيمة الحرية»، التي اختارها مجد عسالي وطارق حمدان موضوعاً للمعرض الذي يشرفان عليه، إضافةً إلى تلك النصوص، ثمة 10 أعمال فوتوغرافية، و10 أعمال فنية، و4 أعمال فيديو، وكومكس «زان الآن»، الذي يحكي قصة حقيقية.