«إذا حدث لي أي مكروه (في سوريا)، أريد أن يعرف العالم أنّ «نيويورك تايمز» هي التي قتلتني»، هذا ما قاله أنطوني شديد في اتصال هاتفي مع زوجته قبل أن يموت بنوبة ربو خلال تسلله الى الأراضي السورية في شباط (فبراير) الماضي. وهذا ما كشفه منذ أيام ابن عمّ الصحافي الأميركي من أصل لبناني، إيد شديد خلال مؤتمر «اللجنة الأميركية ــ العربية لمناهضة التمييز» الذي أقيم في واشنطن.
الصحافي ديلن بايرز نشر على موقع «بوليتيكو» تصريحات إيد منذ يومين. وقد كشف الأخير أنّه «في الليلة التي سبقت انتقاله من تركيا الى سوريا، وقبل أن يتصل بزوجته غاضباً، أجرى أنطوني مكالمة هاتفية غاضبة مع رؤساء تحرير الصحيفة شهدت صراخاً ومشادات كلامية». وشرح إيد أنه في تلك المكالمة، شكا أنطوني للمسؤولين في «نيويورك تايمز» بعض الثغرات اللوجستية المتعلقة بتسلّله الى سوريا عبر الحدود التركية. وذكّر إيد الحاضرين بأنّ ابن عمّه كان يعاني مشاكل صحية قبل دخوله الأراضي السورية. وبينما أكّد المتحدّث باسم «اللجنة الأميركية العربية» عبد أيوب لـ «بوليتيكو» أن إيد صرّح فعلاً بكل تلك الأمور خلال المؤتمر، وعد بأن تنشر اللجنة على موقعها شريط الفيديو الخاص بكلمة شديد. وأشار أيوب الى أنّ الحضور «كان مصدوماً» بما قاله إيد. وأوضح أيوب لـ «بوليتيكو» أن اللجنة «تؤيد إعادة النظر في المعايير التي تعتمد لإرسال الصحافيين الى مناطق الحروب». وبدوره، طالب إيد بـ «وضع قوانين جديدة في الصحافة تشمل حالات إجبار الصحافيين على الذهاب الى مناطق الحروب».
أما «نيويورك تايمز»، فقد نفت أن تكون قد ضغطت على شديد للذهاب الى سوريا، رافضةً كل ما صرّح به إيد. المتحدّثة باسم الصحيفة إيلين مورفي قالت لـ «بوليتيكو» «إننا نختلف مع الرواية التي قدّمها إيد شديد حول ما جرى. الـ «تايمز» لا تجبر مراسليها على الذهاب الى مناطق الحروب. أنطوني كان صحافياً مندفعاً وذا خبرة، وهو الذي قرر كيف ومتى يدخل الى سوريا». وتابعت مورفي في ردّها أنّ «المسؤولين عن شديد طلبوا منه أن لا يقوم برحلته الى سوريا إذا شعر بأنه من غير المستحب القيام بها لأي سبب من الأسباب».
يذكر أن شديد توفي في 16 شباط (فبراير) الماضي على الحدود السورية التركية إثر نوبة ربو تسببت بها حساسيته على الخيول التي استخدمها مع المصوّر المرافق للتسلل الى الأراضي السورية. وكان شديد (43 عاماً) قد بدأ مشواره الصحافي في وكالة «أسوشييتد برس» (1990) ثم انتقل إلى صحيفة «بوسطن غلوب» (1999) ثم «واشنطن بوست» (2003) وأخيراً «نيويورك تايمز» (2010). واشتهر بتغطيته للاجتياح الأميركي للعراق، التي خوّلته الفوز بـ«جائزة بوليتزر» الصحافية عن فئة «الصحافة الدولية» مرّتين (عام 2004، و2010)، كما وصل شديد إلى نهائيات الجائزة عام 2006 لتغطيته عدوان تموز على لبنان عام 2006. وأصدر كتابين: الأوّل هو «ميراث النبي» («وستفيو برس» ـــــ 2002)، والثاني Night Draws Near («هنري هولت أند كومباني» ـــــ 2005). وكان في صدد نشر كتاب جديد بعنوان «منزل الحجر: ذكريات البيت والعائلة وشرق أوسط مفقود» الذي استعاد فيه منزل عائلته في مرجعيون في جنوب لبنان.


مداخلة إيد شديد في مؤتمر «اللجنة الأميركية ــ العربية لمناهضة التمييز»